ماذا تعرف عن الجن الطيار الساحر؟ وكيف يمكن علاجه؟

ماذا تعرف عن الجن الطيار الساحر؟ وكيفية علاجه

تختلف الجن بين الصالح والطالح، والمؤذي والنافع، وحتى تختلف بين بعضها في الأذية، وقدر الضرر الذي يمثله المس أو التبلس لكل منهم، ومن أخطر أنواع الجن وأكثرها تأثيرًا على سلوك المريض هو الجن الطيار الساحر.

فماذا تعرف عن الجن الطيار الساحر؟ وما الأعراض التي يمثل ظهورها اشتباه في مس ذلك النوع من الجن؟ وأخيرًا كيف يمكننا التخلص منه نهائيًا؟

تعرف معنا على الإجابة من خلال المقال.

ما هو الجن الطيار الساحر؟

صنف الرسول- صلى الله عليه وسلم- الجن إلى ثلاثة أصناف، فيقول في حديثه الشريف “الجن ثلاثة أصناف: فصنف يطير في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون” رواه طبراني.

ويمكن للجن الطائر أن يكون جناً مسلمًا، ولا يؤذي الناس، ومنهم من يتعمد التربص بالإنسان، ويُسخر قواه في السحر والشعوذة، وهذا الأخير هو ما يطلق عليه الجن الطيار الساحر.

الجن الطيار هو أحد أنواع المارد القوي شديد الأذى، ومن أخطر أنواع الجن، وأكثرها شراسة، وحدة في الطباع، فيقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم” إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب، وحفظا من كل شيطان مارد” صدق الله العظيم

والمقصود من الآية أن الله سبحانه وتعالى حفظ السماء الدنيا بالنجوم من كل شيطان متمرد خارج عن الطاعة، والمقصود بالشيطان المارد هنا هو الجن الطيار، الذي رغم قدرته على التحليق واستماعه للوحي، ولرسالة الرسول صلى الله عليه وسلم أبى أن يؤمن، وإبليس ينتمي إلى هذا النوع من الجن.

وكلمة طيار هي صيغة مبالغة من الفعل طار، ووصفه بذلك لأنه طائر دائمًا، ولا يظل في مكان واحد، ويتصف بسرعة طيرانه وخفة حركته.

وغالبًا ما يكون السحر هو السبب الرئيس لتلبس أو مس الجن الطيار الساحر للبشر، ويستخدمه بعض السحرة كورقة ضغط أخيرة ضد المعالجين، وذلك لقوته، وقدرته على غلب معظمهم.

ويرجح أن الجن الطيار يتلبس المريض ويسكنه عند منطقة الكتفين؛ مما يتسبب للمريض بالشعور بالألم، وقد يصل إلى عدم القدرة على تحريك ذلك الجزء من الجسم.

بالإضافة إلى شعور بالتنميل بداية من الكتف وحتى أصابع الكف، ومن الممكن أيضًا أن يتواجد الجن في بعض الأجزاء الأخرى من الجسم، مثل: أسفل الظهر، وأعلى المعدة مباشرة، ويمكن أيضاً أن يسكن أسفل منطقة الرحم عند النساء.

اقرأ أيضًا: أنواع الجن المتلبس بالإنسان

ما علامات الإصابة بالجن الطيار الساحر؟

ويُظهِر المريض المصاب بالجن الطيار الساحر جميع أعراض التلبس التي تظهر مع باقي أنواع الجن الأخرى، وبالإضافة لذلك فيظهر أيضًا بعض الأعراض الخاصة، مثل:

أعراض منامية

أعراض الجن الطيار الساحر المنامية

الأعراض المنامية تعد الخيط الأول الذي تمكن المريض نفسه من اكتشاف إصابته بمس من الجن الطيار الساحر؛ وتتمثل تلك الأحلام في:

  • الطيران بشكل متكرر في كل الأحلام.
  • امتلاك أجنحة كالطيور واستخدامهم للطيران.
  • رؤية المريض لنفسه وهو يقف على جبل عالٍ.
  • القفز لمسافات كبيرة من أماكن شديدة الارتفاع.
  • التشبث بذيل الطائرة أو أحد الأجنحة للطيران.

أعراض اليقظة

تتمثل أعراض اليقظة بظهور بعض التصرفات غير المألوفة على المريض، قد تكون تلك التصرفات ناتجة عن تخيلات أو ما تسمى أحلام يقظة، وجميعها مرتبطة بوجود الجن الساحر الطيار في جسد المريض، فنجد أن تلك الأعراض تتمثل في:

  • إبعاد أرجله وساعديه عن جسده عند المشي؛ وكأنه سيحٌلق في السماء.
  • تخيل أنه قادر على القفز من أماكن عالية ولمسافات بعيدة.
  • الاستمتاع بمشاهدة المرتفعات مثل: الجبال، وناطحات السحاب.
  • الانجذاب لمشاهدة الأجسام الطائرة كالطيور والطائرات.
  • تقليد بعض تصرفات الطيور، والجري بسرعة؛ وكأنه يستعد للإقلاع.
  • تحريك الكتف والساعد ببطء كما تحرك الطيور أجنحتها.
  • تخيل الكثير من الأشياء غير الموجودة على أرض الواقع.
  • الشعور بالتواجد في أكثر من مكان في الوقت ذاته.
  • ظهور قوة مفرطة لدى المريض عند إغضابه.
  • انتفاخ بطن المريض انتفاخًا مفاجئًا وغير مبرر.

وعلى المستوى النفسي، فنلاحظ أن المريض يتعرض لنوبات غضب غير مبررة، وغير مسبقة، بالإضافة إلى الرغبة في البكاء بشكل متكرر؛ وذلك يرجع للطباع القاسية للجن الطيار الساحر، وقد نلاحظ أيضًا بعض الغرور في كلام المريض في الحديث عن نفسه أمام الناس، وكثيرًا ما ترواده الوساوس حول الكثير من الأشياء حوله.

كيفية علاج الجن الطيار الساحر؟

كيفية علاج الجن الطيار الساحر

تتعدد الطرق التي يمكن استخدامها في علاج الجن الساحر الطيار، وجميعها تتمحور حول الاستعانة بالقرآن الكريم بصفته الحل الوحيد الشرعي للتخلص من مس الجن، وطرده من الجسد الذي يسكنه.

فالطريقة الأولى تتمثل في قراءة بعض الآيات القرآنية على المريض، وخاصة الآيات المشهورة بعلاج السحر مثل: آية الكرسي، وأثناء القيام بتلك الخطوة يفضل الاستعانة بأحد المختصين، حتى يتمكن من السيطرة على الجن، وإخراجه من جسم المريض بلا رجعة.

وذلك لأن هذا النوع من الجن يتميز بقدرته على الخروج من الجسم بسرعة خارقة، ومع بداية المختص بقراءة الرقية الشرعية على المريض، وبمجرد خروج المعالج من المنزل يعود الجن الطيار إلى جسم المريض مرة أخرى، ويبدأ في مشاكسة أهل المريض ومحاولة إغضابهم، وقد يصيح فيهم بعدم جدوى المعالج في التخلص منه، وأنه لا يهزم، ولا فرار من شره وأذيته.

ولذا من الطرق المجربة و المذكورة في كتاب “المنهج القرآني لعلاج السحر والمس الشيطاني” هو قراءة آية الكرسي قبل الدخول إلى المنزل؛ حتى نحبس الجن داخل المنزل، ولا يستطيع الهروب منه، ثم يبدأ الشيخ في رقية المريض بالرقية الشرعية، ويتمكن من علاجه نهائيًا.

وأما إن كان المعالج ضعيف الإيمان، فقد لا يخرج من الجسم من الأساس، ويظهر إلى المعالج ويتحداه؛ وذلك لأنه يضمن التغلب عليه.

ومن الحلول المستخدمة أيضًا في طرد الجن الساحر الطيار، هو تناول المريض لمعلقة كبيرة من عسل النحل صباحًا ومساءً من برطمان مقروء عليه سورة البقرة، وسورة الصافات، وسورة الملك، وأخيرًا سورة البروج، مع الاستحمام بماء مخلوط بالمسك والزعفران.

بالإضافة إلى تدليك جسم المريض بزيت زيتون مقروء عليه بعض آيات الرقية الشرعية، ويفضل عند تنفيذ تلك الخطوة استهداف منطقة الكتفين؛ لأنها أماكن تواجد الجن الساحر الطيار، والتي يتمركز فيها أقوى أجزائه، وهي الأجنحة.

والطريقة الثالثة تكمن في كتابة الرقية الشرعية مع بعض آيات التخلص من السحر على أوراق بيضاء، ثم وضع تلك الأوراق في مياه الشرب والاستحمام، واستخدامها يوميًا من أسبوع إلى أسبوعين بشكل متتابع وبدون انقطاع.

وإذا تخلف المريض عن الوصفة يومًا واحدًا، فيجب عليه البدء مجددًا، ولا يحسب الأيام السابقة.

ومن العوامل المساعدة في التخلص من الجن، وإضعاف قوته، هو عمل الحجامة التي أوصانا بها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام من وقت لآخر، لقدرتها على استهداف الجن في أماكن تواجده في الجسم.

وبذلك نكون أنهينا جميع الطرق المستخدمة في طرد الجن الطيار الساحر، وبدون اللجوء إلى المشعوذين والدجالين.
وأخيرًا نذكرك أن الوقاية خيرًا من العلاج، والوقاية من جميع أنواع السحر والجن المؤذى تكون بالتحصن بالقرآن الكريم والرقية الشرعية، وإقامة العبادات فروضها وسننها، والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بصالح الأعمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *