كيفية التخلص من الوسوسة: نصائح وطرق فعّالة للتغلب على الوساوس الشيطانية

نصائح وطرق فعّالة للتغلب على الوساوس الشيطانية

يعاني البعض من مجموعة من الأفكار التي تلتصق بالذهن دون وجود مبرر، مما يسبب الإزعاج بشكل مستمر، ويشوش التفكير، ويُزيد مستوى التوتر والقلق في حياة الفرد.

وبالتالي فلا بد من فهم تلك الظاهرة، ومعرفة كيفية التخلص من الوسوسة والأفكار المزعجة. 

نوضح لك من خلال المقال أبرز تفاصيل ذلك، فتابع معنا

ما هي الوسوسة؟

الوسوسة هي حالة نفسية تتميز بظهور أفكار متكررة ومزعجة تعترض تفكير الفرد، وتشتت تركيزه وانتباهه. 

يصاحب هذه الوسوسة عادة الشعور بالقلق والتوتر، وظهور بعض السلوكيات التي تُصبح مميزة للشخص المصاب بها. 

وتشمل الوسوسة أشكالًا مختلفة، مثل:

  • الوسوسة القهرية (أو القلق المستمر من أن يحدث شيء سيء).
  • الوسوسة الصحية (القلق المفرط بشأن الصحة).
  • القلق الاجتماعي.

إثبات أن الوسوسة من الشيطان

قبل معرفة كيفية التخلص من الوسوسة دعنا نثبت أن الوسوسة من الشياطين، فقد ذُكر في كتاب “آكام المرجان في أحكام الجان” أن ابن عقيل قال: فإن قال لك قائل: كيف الوسوسة من إبليس وكيف وصوله إلى القلب؟ قل: هو كلام على ما قيل تميل إليه النفوس والطبع.

وقد قيل: يدخل في جسد ابن آدم، لأنه جسم لطيف، ويوسوس، وهو أنه يحدث النفس بالأفكار الردية. 

وقال أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان السجستاني: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد، حدثنا أبو داود، حدثنا فرج عن معاوية بن أبي طلحة قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أعمر قلبي من وساوس ذكرك واطرد عني وساوس الشيطان.

وحدثنا محمد بن عبد الملك، حدثنا يزيد أنا روح بن المسيب، حدثنا عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس في قوله تعالى: “الوسواس الخناس” قال: مثل الشيطان كمثل ابن عرس واضع فمه على فم القلب يوسوس إليه، فإذا ذكر الله خنس، وإن سكت عاد إليه فهو الوسواس الخناس.

وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا داود، حدثنا فرج عن عروة بن رويم أن عيسى ابن مريم دعا ربه أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم قال: فخلا له فإذا برأسه مثل الحية واضع رأسه على ثمرة القلب، فإذا ذكر العبد الله خنس برأسه، وإذا ترك الذكر مناه وحدثه.

وهذه من أهم الخطوات التي يمكنك اتباعها إذا كنت تبحث عن كيفية التخلص من الوسوسة، فالزم الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، لتبتعد عنك الوساوس. 

وحكى أبو القاسم السهيلي عن ميمون بن مهران عن عمر بن عبد العزيز أن رجلًا سأل ربه أن يريه موضع الشيطان منه فأري جسداً ممهى يرى داخله من خارجه، والشيطان في صورة ضفدع، عند نغض كتفه حذاء، قلبه له خرطوم كخرطوم البعوضة، وقد أدخله إلى قلبه يوسوس، فإذا ذكر الله العبد خنس. 

اقرأ أيضًا: أبرز أنواع الجن المتلبس بالإنسان

تأثير الوسوسة على الفرد

تُشكل الوسوسة تأثيرًا كبيرًا على الفرد. فهي تؤثر على العديد من الجوانب، مثل: 

الصحة النفسية والعاطفية

يعاني الأشخاص المصابون بالوسوسة من شعور مستمر بالقلق والتوتر بسبب الأفكار المزعجة التي تعترض تفكيرهم. هذا التوتر المستمر يؤدي إلى:

انخفاض مزاجي

تسبب الوسوسة الدائمة والأفكار المزعجة انخفاضًا في مزاج الفرد، مما يؤثر على راحته، وسعادته النفسية.

العزلة الاجتماعية

يحدث ذلك بسبب شعور الشخص بأنه مشغول دائمًا بأفكاره الوسواسية، فقد يبتعد عن الأصدقاء والعائلة، مما يؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية.

تداخل مع الأداء اليومي

تعمل الوسوسة على تشتيت الانتباه، فالشخص الذي يعاني من الوسوسة قد يجد صعوبة في الانتباه للمهام اليومية، ويواجه تحديات في الإنتاجية، وبالتالي يجب معرفة كيفية التخلص من الوسوسة لتجنب هذا التأثير. 

زيادة الشعور بعدم السيطرة

الوسوسة تجعل الشخص يشعر بأنه لا يستطيع السيطرة على أفكاره، وقد يصبح هذا الشعور مصدرًا إضافيًا للضغط النفسي.

العلاقات الاجتماعية

التأثير السلبي للوسوسة على العلاقات الاجتماعية

تؤثر الوسوسة بشكل كبير على العلاقات الاجتماعية للفرد، إذ تؤدي هذه الحالة إلى العديد من التحديات والمشكلات في التفاعل مع الآخرين مثل:

الانعزال الاجتماعي

الأفكار الوسواسية غالبًا ما تجعل الفرد يشعر بالقلق وعدم الارتياح في التفاعل مع الآخرين، فقد يتجنب الأنشطة والمواقف الاجتماعية للحد من تفاقم الوسوسة، مما يؤدي إلى العزلة الاجتماعي، وتقليل فرص التواصل.

اضطراب العلاقات الشخصية

قد تؤثر الوسوسة على العلاقات الشخصية مثل: العلاقة بالشريك أو الأصدقاء والعائلة، فالأفكار الوسواسية تؤدي إلى نزاعات واضطرابات دائمة في العلاقات، إذ يصبح الفرد أقل قدرة على التفاعل بشكل طبيعي مع الآخرين.

الصعوبة في التواصل

قد يجد الشخص صعوبة في التعبير عن نفسه بوضوح أو في فهم مشاعر الآخرين، مما يتسبب في حدوث سوء التفاهم، وصعوبة في التواصل الفعّال.

العمل والتعليم

تؤثر الوسوسة أيضًا على أداء الفرد في مجالات مثل: العمل والتعليم، فالانشغال بالأفكار المزعجة قد يؤدي إلى: 

تشتت الانتباه

الوسوسة تجعل الشخص منشغلًا بأفكارها المزعجة، مما يؤدي إلى تشتت الانتباه، وتقليل الإنتاجية في مكان العمل، وبالتالي يؤثر بشكل سلبي على أداء الفرد وإتمام المهام بفعالية.

الضغط النفسي

تزيد الوسوسة من مستوى الضغط النفسي على الفرد في مكان العمل، إذ يشعر بأنه مضطرب نفسيًا وعاطفيًا، مما يزيد من التوتر والقلق، ومن ثم فلا بد من البحث عن كيفية التخلص من الوسوسة للتغلب على تلك الحالة. 

الصحة الجسدية

يؤثر التوتر الزائد -الناتج عن الوسوسة- على الصحة الجسدية، فقد يؤدي إلى: 

إضعاف المناعة

التوتر الناجم عن الوسوسة يمكن أن يضعف جهاز المناعة، فعندما يكون الجسم متوترًا بشكل مستمر يصبح أقل قدرة على مكافحة الأمراض والعدوى.

اضطرابات النوم

في بعض الأحيان تؤثر الوسوسة على نوم الفرد، إذ يصعب على الشخص الاسترخاء والنوم بسبب الأفكار المزعجة، مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات النوم، ويؤثر على النشاط والتركيز أثناء اليوم.

كيفية التخلص من الوسوسة

كيفية التخلص من الوسوسة

يتطلب التخلص من الوسوسة تنفيذ بعض الخطوات التي تساعد في التغلب على الأفكار السلبية بإذن الله تعالى، من أبرزها: 

الاستعانة بالله والصبر على البلاء

قد تكون الوسوسة تجربة صعبة ومرهقة، ولكن الاعتماد على الله تعالى عز وجل مع الأخذ بالأسباب هو مفتاح العلاج بإذن الله. 

فعندما نستعين بالله، نجد القوة والصبر لمواجهة الوسوسة والتغلب عليها، مما يساعدنا على الاستمرار في محاربة الوسوسة دون الاستسلام لها.

الحرص على أداء الصلوات

استكمالًا للحديث عن كيفية التخلص من الوسوسة فلا بد من الحرص على الصلوات، فهي جزء مهم من عملية التخلص من الوسوسة.

فالصلاة توفر للفرد لحظات من السكينة والروحانية، إذ يتوجه بقلب مطمئن وذهن حاضر إلى الله عز وجل، مما يساعد في تهدئة العقل، وتخفيف التوتر، وتعزز الاستقرار النفسي.

اقرأ أيضًا: فوائد قراءة أذكار الصباح والمساء

إشغال العقل بأمور إيجابية

عندما نجد أنفسنا محاصرين بأفكار وسواسية، نشعر بالتوتر والقلق الزائد. لذا، من المهم توجيه اهتمامنا نحو أمور إيجابية تشغل العقل، وتخفف من تأثير الوسوسة.

ويمكن أن تتضمن هذه الأمور الأنشطة المفضلة والهوايات التي نستمتع بها، مثل: ممارسة الرياضة، القراءة، الكتابة، الرسم، أو حتى العمل التطوعي.

فإيجاد شيء تستمتع به وتشعر بأنه مجدٍ في حياتك يساعد في تشتيت الانتباه عن الأفكار الوسواسية.

البعد عن المثيرات

يشمل ذلك تجنب المواقف والمصادر التي تزيد من الوسوسة، إذ يجب على الشخص أن يكون حذرًا في تحديد المثيرات التي تزيد من تكرار الأفكار الوسواسية، ليتمكن من فهم كيفية التخلص من الوسوسة، وتعتمد تلك المثيرات على نوع الوسوسة التي يعاني منها الفرد.

على سبيل المثال، إذا كان لديك وسوسة تتعلق بالصحة، فمن الأفضل تجنب قراءة المعلومات الطبية عبر الإنترنت أو مشاهدة البرامج التلفزيونية التي تتناول قصصًا مرعبة عن الأمراض، والحرص على التحدث مع محترفي الرعاية الصحية للحصول على معلومات دقيقة وموثوقة.

ومن ثم فتجنب المثيرات يساهم في تقليل تواتر الأفكار الوسواسية، والحد من شدة التوتر، فمن المهم تحديد المثيرات، ومعرفة كيفية التعامل معها بشكل فعال للحفاظ على الاستقرار النفسي والعاطفي.

ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء

عند ذكر كيفية التخلص من الوسوسة فلا بد من ذكر أهمية تمارين التأمل والاسترخاء، إذ تساعد على تهدئة العقل، وتقليل الضغط والتوتر النفسي، فمثلًا يمكنك الجلوس في مكان هادئ، إغلاق عينيك، والتركيز على التنفس العميق. 

وبتنفيذ ذلك سيصبح عقلك أقل قدرة على التفاعل مع الأفكار الوسواسية.

التحدث مع الدائرة المحيطة بالفرد

التحدث مع الدائرة المحيطة بالفرد هو أيضًا خطوة مهمة في عملية التخلص من الوسوسة، فمن خلاله يمكنك مشاركة مشاعرك وأفكارك، وتلقي الدعم من الأشخاص المقربين، مما يخفف من الشعور بالعزلة والضغط النفسي الناتج عن الوسوسة. 

عدم لوم النفس على المرض

عندما يواجه الأفراد وسوسة، يميل بعضهم إلى لوم أنفسهم على مرضهم أو على الأفكار الوسواسية التي تنشأ، وهذا يزيد الحالة سوءًا!

فيجب أن نفهم أن الوسوسة ليست اختيارًا، ولا تعكس ضعفًا نفسيًا، فهي اضطراب يحدث بسبب تفاعلات معقدة في الدماغ.

ومن ثم فيجب على الفرد تقبل ذاته، وطبيعة مرضه، والسعي للحصول على المساعدة والعلاج.

طلب المساعدة من متخصص

إذا لمس الفرد تأثير الوسوسة على حياته، فإن طلب المساعدة من متخصص هو خيار ضروري، لتقييم حالته، ومعرفة كيفية التخلص من الوسوسة. 

تذكر أن التخلص من الوساوس يستغرق وقتًا وجهدًا، فلا تيأس إذا لم ترى نتيجة فورية، فقط استمر في العمل على أهدافك، وسترى تحسناً بمرور الوقت إن شاء الله.

الخلاصة

الوسوسة هي حالة نفسية تتسم بتوارد أفكار متكررة ومزعجة، وتصاحبها مشاعر القلق والتوتر. تؤثر تلك الحالة على الصحة النفسية والعاطفية، والعلاقات الاجتماعية والأداء في العمل والتعليم، بالإضافة إلى الصحة الجسدية.

وعند الحديث عن كيفية التخلص من الوسوسة فيمكن اتباع بعض النصائح مثل: الاستعانة بالله عز وجل، والصبر على البلاء، والحرص على الصلوات والدعاء، بالإضافة إلى إشغال العقل بأمور إيجابية، والبعد عن المثيرات المسببة للوسوسة، وممارسة تمارين التأمل والاسترخاء. 

احرص أيضًا على التحدث مع الدائرة المحيطة بك، وعدم لوم النفس على المرض، وإذا استمرت الوسوسة في التفاقم، يفضل طلب المساعدة من متخصصين نفسيين لتقديم الدعم والعلاج المناسب.

المراجع

كتاب آكام المرجان في أحكام الجان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *