ما هو تعريف السحر لغةً ؟ وشوعاً ؟ وما هو حد الساحر؟
–يقول الشيخ ابن العثيمين في شرحه لكتاب التوحيد.
– السحرلغة: ما خفي ولطف سببه ،ومنه سمى السحر لآخر الليل ،لأن الأفعال التى تقع فيه تكون خفية وكذلك سمى المسحور لما يؤكل فى آخر الليل لأنه يكون خفيا فكل شئ خفي سببه يسمى سحرا
وأما في الشارع فإنه ينقسم إلى قسمين :
الأول: عقد ورقى، أى : قراءات وطلاسم يتوصل بها الساحر إلى استخدام الشياطين فيما يريد به ضرر المسحور لكن قد قال الله تعالى :”وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله “(البقرة)
القسم الثاتى : أدوية وعقاقير تؤثر على بدن المسحور وعقله وإرادته وميله فنجده ينصرف ويميل وهو ما يسمى عندهم بالصرف والعطف فيجعلون الإنسان ينعطف على زوجته أو امرأة اخرى حتى يكون كالبهيمة تقوده كما تشاء والصرف بالعكس من ذلك فيؤثر في بدن المسحور بإيضعافه شيئا فشيئا حتى يهلك وفي تصويره بأن يتخيل الأشياء على خلاف ما هى عليه وفي عقله فربما يصل إلى الجنون والعياذ بالله فالسحر قسمان:
أ– شرك : وهو الأول الذى يكون بواسطة الشياطين ، يعبدهم ويتقرب إليهم ليسلطهم على المسحور.
ب– عدوان وفسق : وهو الثانى الذى يكون بواسطة الأدوية والعقاقير ونحوها.وبهذا التقسيم الذى ذكرناه نتوصل به إلى مسألة مهمة وهى:هليكفرالساحراولايكفر؟اختلففيهذاأهلالعلم
– فمنهم من قال: إنه يكفر ومنهم من قال:إنه لايكفر .
ولكن التقسيم السابق الذى ذكرناه يتبين به حكم هذه المسألة فمن كان سحره بواسطة الشيطان فإنه يكفر لإنه لا يتأتى ذلك إلا بالشرك غالبا لقوله تعالى“واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر” إلى قوله: “وما هم بضارين به من احد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق “(البقرة)
ومن كان سحره بالأدوية والعقاقير ونحوها فلا يكفر ولكن يعتبر عاصيا معتدبا وأما قتل الساحر فإن كان سحره كفرا قتل قتل ردة إلا أن يتوب على قول بقبول توبته وهو الصحيح وإن كان سحره دون الكفر قتل قتل الصائل أى : قتل لدفع أذاه وفساده في الأرض وعلى هذا يرجع في قتله إلى اجتهاد الإمام وظاهر النصوص التى ذكرها المؤلف أنه يقتل بكل حال فالمهم أن السحر يؤثر بلا شك لكنه لا يؤثر بقلب الأعيان إلى أعيان أخري لأنه لا يقدر على ذلك إلا الله عز وجل وإنما يخيل إلى المسحور أن هذا الشئ انقلب وهذا الشئ تحرك أو مشى وما أشبه ذلك كما جرى لموسى “عليه السلام” أمام سحرة آل فرعون حيث كان يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى.