أبرز ما جاء في وصف الجن الخَلقي والخُلقي

أبرز ما جاء في وصف الجن الخَلقي والخُلقي

ما هو وصف الجن؟ 

يتردد في أذهان الكثير منا هذا السؤال، وذلك بعد أن انتشرت الخرافات بشأن أوصاف الجن الخَلقية، والخُلقية، فقد يذكر البعض أن لهم هيئة كهيئة البشر، ويختلفون فقط في بعض الصفات، ويذكر البعض الآخر أنهم عفاريت، وكل صفاتهم خبيثة كما تشبّههم السينما، والكتب الأدبية، فما هو الوصف الصحيح؟ تابع معنا.

وصف الجن في القرآن بشكل عام

ذُكر الجن في القرآن في عدة آيات، بالإضافة إلى وجود سورة خاصة باسمهم، ومن أبرز ما جاء في وصف الجن في القرآن ما يلي:

1- خُلقوا من نار

فقد جاء في سورة الحجر: ﴿وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ والسموم هي نار شديدة الحرارة، لا دخان لها، تدخل مسام الإنسان فتقتله.

وذُكر أيضًا في سورة الرحمن: ﴿وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ والمارج هو الشعلة الساطعة، ذات اللهب الشديد، المختلطة بسواد النار.

2- لا يراهم الإنسان

من وصف الجن في القرآن أنهم يرون الإنسان، ولكنه لا يراهم، فقد قال -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم: ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ﴾.

ويدّعي البعض أنهم يستطيعون رؤية الجن، ولكن ذلك ليس بحقيقة، فقد رُوي عن الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رؤية الجن لا تحدث، وإنما هي من باب التخييل، فعن أسيد بن عمرو قال: (ذكرنا عند عمر الغيلان فقال: إنه لا يستطيع شيء أن يتحول عن خلق الله الذي خلقه، ولكن فيهم سحرة كسحرتكم، فإذا أحسستم من ذلك شيئًا، فأذِّنوا).

3- يمتاز أكثرهم بقدرات خارقة

أبرز ما جاء في وصف الجن في القرآن أن لهم قدرات مميزة، ومهارات فائقة، وظهرت تلك القدرات في قصصهم مع نبي الله سليمان -عليه السلام- إذ كانوا يبنون له المحاريب، والتماثيل، والأحواض الكبيرة، وغيرها، فيقول سبحانه: ﴿وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ﴾.

بالإضافة إلى خدمتهم لسليمان -عليه السلام- عن طريق نقل عرش بلقيس ملكة سبأ، كما جاء في سورة النمل: ﴿قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِى بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِى مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّى عَلَيْهِ لَقَوِى أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِى عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِى أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِى كَرِيمٌ﴾.

4- منهم المؤمن، ومنهم الكافر

فمن وصف الجن الذي ذُكر في القرآن الكريم أن منهم من يؤمن بالله -سبحانه وتعالى-، ومنهم من يكفر بعبادته، ففي سورة الجن يقول نفر منهم: ﴿وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا، أي منا الذين قد خضعوا لله بالطاعة، ومنا من أعرضوا عنها، وهم الجائرون، والمعتدون على الإسلام.

اقرأ أيضًا: ما هي ديانات الجن؟

وصف الجن الخَلقي

وصف الجن الخَلقي

هناك عدة أوصاف خَلقية للجن، من أبرزها: 

1- لهم قلوب، وأعين، وآذان

فقد قال -سبحانه وتعالى- في سورة الأعراف: ﴿ولقد ذرأنا لجهنَّم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلُّ﴾.

2- لهم ثلاث هيئات

فقد ذُكر عن ابن حجر ما رواه ابن حبان، والحاكم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الجن ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وعقارب، وصنف يحلون ويظعنون. والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني. والمقصود بـ «يحلون» أي: يَنزِلونَ ويُقيمونَ تارَّةً، «ويَظعَنونَ» أي: يُسافِرونَ.

3- قد يتصور بعضهم في صور كلاب، أو قطط

ذكر أهل العلم أن الجن يتشكلون بأشكال مختلفة، فيتصورون بصور الكلاب، ففي صحيح مسلم الكلب الأسود شيطان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: (الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيرًا وكذلك بصورة القط الأسود، لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة).

اقرأ أيضًا: أبرز أنواع الجن المتلبس بالإنسان

وصف الجن الخُلقي

وصف الجن الخُلقي

يتصف الجن ببعض الصفات التي تتسبب بالأذى للإنسان في كثير من الأحيان، ومن أبرزها الآتي:

الكذب

فقد وُرد في أكثر من حديث أن النبي يصف الشيطان بقوله: (صدقك وهو كذوب) أي أن طابعه الغالب هو الكذب، فقال بعض العلماء أن الكذب عند الجن كالصدق عند البشر.

المكر

أبرز ما جاء في وصف الجن أنها تتسم بالمكر، والخديعة، فتلك من صفات الشيطان الخبيثة، بل هو من علم البشر هذه الصفات، فهو الذي نزل إلى قريش في دار الندوة ليمكر بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وعبر بالقرآن عن هذا في سورة الأنفال الآية 30: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ وكان الشيطان قائدهم في هذه الضلالة.

خلف الوعد، والخداع

من صفات الجن الخُلقية أنه يخلف الوعد، ويخادع، فإنه كثيرًا ما يلجأ إلى الحيلة، والمكر إذا شعر بإحكام القبضة عليه، وذلك بأنه يبذل الوعد في أنه سيخرج، ولن يعود مرة أخرى.

وأنه يريد أن يسأل المعالج عن شيء، ويبدأ المعالج معه الكلام فيترك سماع القرآن، أو قراءته، ويُكثر الجدل حتى يُرهق المعالج، ثم إذا تبين للمعالج كذبه، وحيلته، ويستأنف القرآن ليخرجه، يكون الشيطان قد أخذ هدنة بالفعل، ثم يعاود الكرّة من جديد، فتصعب عملية إخراجه.

التهديد، والتخويف

يلجأ الجن إلى أسلوب التخويف، والتهديد، وعلى المعالج ألا يخاف من ذلك، وخاصةً إذا كان قد حصّن نفسه، وحصّن المريض، فلا يهتم بوعيده، ويقول له: (أعوذ بالله منك ثلاثًا)، ويستكمل علاجه دون قلق، أو انزعاج.

الوقيعة

من صفات الجن أنهم يتمتعون بالوقيعة بين عباد الله، فقد يُظهر الجني التوبة، والصلاح، حتى إذا وثق به المعالج يخبره الجن ببعض الحقائق عن المريض؛ بغرض الفتنة، والوقيعة بين أهل المريض، فيسعى بذلك إلى نشر البغضاء والشحناء بين الناس.

حب الانتقام، وعدم التماس الأعذار

لا يتفهم الجن أعذار الإنسان أو جهله، فمن الممكن أن تٌلقي امرأة بالماء الساخن في دورة الماء دون أن تُلقي بالًا بوجود الجن فيها، فيتأذى، ويهم بالانتقام منها، فيقول ابن تيمية رحمه الله: (أن صرع الجن للإنسان قد يكون عن شهوة، وهوى، وعشق، وقد يكون وهو الأكثر عن بغض، ومجازاة مثل أن يؤذيهم بعض الإنس)

بالإضافة إلى قوله: (وفي الجن ظلم، وجهل فيعاقبون بأكثر مما يستحقه، وقد يكون عن عبث منهم، وشر مثل سفهاء الإنس).

وبهذا نكون قد عرضنا أبرز ما جاء في وصف الجن الخَلقي، والخُلقي، ووصفهم بشكل عام في القرآن الكريم، ووجب التذكير بأن مهما بلغ الخوف منهم، ومن صفاتهم الخبيثة، فإن الله خير حافظًا، وهو أرحم الراحمين، لذا فمن الضروري التحصن بالقرآن، والأذكار، والرقية الشرعية للبقاء في حماية الله وآمنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *