ما هو الجن اليهودي؟ وما علاماته وعلاجه من القرآن؟

ما هو الجن اليهودي؟ وما علاماته وعلاجه من القرآن؟

خلق الله الجن قبل الإنس، وجعلهم أممًا، وطوائفًا مختلفة، منهم الصالح، والخبيث، قال الله تعالى: “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ”، وفي سورة الجن يحكي الله على لسانهم: “وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طرَائِقَ قِدَدَا”

لكن هل الصلاح هنا يقصد به سلامة النفس من الخبث، أم سلامة العقيدة من الشرك والكفر؟ وهل تختلف شرائع الجن ومعتقداتهم مثل البشر؟ 

هذا ما نشرحه في المقال، ونوضح ما هو الجن اليهودي، وعلاماته، وعلاجه، فتابع معنا.

هل تختلف ديانات الجن؟

الجن أمم مثلنا لهم قوانينهم، وعاداتهم، وكذلك تختلف دياناتهم، فمنهم المسلم، واليهودي، والنصراني، والمجوسي، وغير ذلك.

يقول الله تعالى في سورة الأحقاف: “وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ”

وفي سورة الجن يقول الله تعالى: “قُل أُوحِيَ إِلَيّ أَنَّهُ استَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعنَا قُرءَانًا عَجَبًا * يَهدِي إِلَى الرُّشدِ فَآمَنّا بِهِ وَلَن نُشرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدّا”

وكذلك قول النبي ﷺ: “ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم”

وفي الآيتين والحديث دليل على أن الإيمان والكفر يقعان للجن كما الإنس، فالإيمان والإسلام لا يكونان إلا بعد الكفر، فيكون منهم المسلم، واليهودي كذلك، فما هو الجن اليهودي؟

ما هو الجن اليهودي؟

نوع من الجن يدينون باليهودية، وهم من أخبث أنواع الجن، وينتشرون كثيرًا بمصر، فيستعين بهم السحرة، ويسخرونهم للأذى، ويتعلمون منهم السحر، قال الله تعالى: “…فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله”

ويتصف الجن اليهودي بقدرته العالية على التحمل، إلى جانب أنه يحمل صفات اليهود من الخبث، ونقض العهد، والغدر، والميل للأذى، والوقيعة بين الناس.

على سبيل المثال: قد يسعى للوقيعة بين الزوجين، من خلال الوسوسة لأحدهما أنّ الآخر يخونه، أو يضره، لتشب الخلافات الأسرية، وينشغل بها الزوجين دون أن يشغلا نفسيهما بالبحث عن أسبابها، والتحصين بالرقية والأذكار.

ومن صفات هذا النوع من الجن أيضًا أنه يحب الاستمتاع بالبشر، فيستمتع الذكر بالأنثى من البشر، وتحب الأنثى الاستمتاع بالرجال من البشر، والأنثى أخطر من الذكر، وأخبث منه.

بعد أن عرفت ما هو الجن اليهودي، كيف تعرف أنه هو الذي أصابك بالأذى؟

علامات الجن اليهودي

علامات الجن اليهودي

استكمالًا للإجابة على سؤال ما هو الجن اليهودي، هذه أبرز العلامات التي تظهر على المصاب بأذىً منه:

  • الإحساس بتنميل في الجانب الأيمن من الجسد.
  • الميل إلى أخبار اليهود وقراءة كتبهم.
  • رؤية المرأة زوجها أقبح ما يكون، والعكس إن كان الرجل هو المصاب.
  • عدم الإدلاء بأية معلومات عن شخصه أو دينه عند التكلم معك.
  • الكذب، فهو سمة الجن اليهودي في الكلام، فلا يكاد يقول الصدق أبدًا.
  • كره ذكر النبي سليمان والنبي محمد صلى الله عليهما وسلم.

قد تتشابه بعض هذه الأعراض مع أعراض الأمراض الجسدية، أو النفسية، فإذا أحسست بأيٍّ منها ابدأ باستشارة طبيب ثقة أولًا، مع تحصين نفسك بالأذكار والرقية، فهي تفيدك في جميع الأحوال.

فإن أعياك البحث عن دواءٍ شافٍ، ولم تجد تشخيصًا أو علاجًا لمرضك عند الأطباء، فحينها يمكنك علاج نفسك بالرقية الشرعية، أو الاستعانة بمعالج ثقة ليرقيك.

وبعد أن تعرفت ما هو الجن اليهودي، سنذكر لك بعض الآيات لعلاجه.

علاج المصاب بأذى من الجن اليهودي

علاج المصاب بالأذى من الجن اليهودي

القرآن كله شفاء من الجن، وتحصين للمسلم منهم، فإن أصابك الجنّ اليهودي بمس، أو نتيجة سحر -وهو الغالب- فبدلًا من أن ترهق نفسك بالبحث لمعرفة ما هو الجن اليهودي وعلاجه، ابدأ برقية نفسك بالقرآن والذكر، خاصة السور التي حض عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأبان فضلها في الوقاية، ومنها:

1- سورة البقرة 

سورة البقرة تطرد الشياطين وتبطل السحر -بإذن الله تعالى-، وهي سبب للشفاء من العين، خاصةً الآيتين الأخيرتين منها.

وقد ورد في فضلها في الرقية الشرعية أحاديث كثيرة، منها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة”.

وقوله -صلى الله عليه وسلم- “…اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة السحرة” رواه مسلم.

وعن النعمان بن بشير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان”.

فبدلًا من شغل نفسك بما هو الجن اليهودي، دوام على سورة البقرة، فهي شفاءٌ لك إن شاء الله، مهما كان نوع الجني، وأيًّا كان نوع الإصابة، سواءً حسد، أو مس، أو سحر.

2- قراءة المعوذتين

في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- عقد يهودي سحرًا له، وروي أن شفاء النبي من ذلك السحر كان عن طريق الرقية بالمعوذتين، قال ابن القيم: ذُكر أنه -صلى الله عليه وسلم- سحر في إحدى عشرة عقدة، وأن جبريل نزل عليه بالمعوذتين، فجعل كلما يقرأ آية منهما انحلت عقدة، حتى انحلت العقد كلها وكأنما نشط من عقال. 

3- قراءة آيات من سور الحشر، والأعراف، والجن

روى ابن ماجة -في حديث مرفوع- عن أبي ليلى قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه أعرابي فقال: إن لي أخًا وجعا، قال: ما وجع أخيك؟ قال: به لمم، -أي سحر أو مس- قال: اذهب فأتني به، قال: فذهب فجاء به فأجلسه بين يديه فسمعته عوذه بفاتحة الكتاب، وأربع آيات من أول البقرة، وآيتين من وسطها: “وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ”.

وآية الكرسي، وثلاث آيات من خاتمتها، وآية من آل عمران ـ أحسبه قال: “شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”.

وآية من الأعراف: “إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ”.

وآية من المؤمنين: “وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ”، وآية من الجن: “وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَخَّذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا”، وعشر آيات من أول الصافات، وثلاث آيات من آخر الحشر، وقل هو الله أحد والمعوذتين، فقام الأعرابي قد برأ ليس به بأس.

4- الدعاء

بعد أن عرفت ما هو الجن اليهودي وحاولت علاجه بالقرآن؛ فلا تغفل عن الإلحاح على الله في الدعاء، حتى يشفيك، فإيمانك بأن الله هو القادر، والشافي، وطلبك للشفاء منه قد يكون هو علاجك، وهذا ما اتبعه النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ففي الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: “سحر رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يهودي من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم، قالت: حتى كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا ثم دعا، ثم قال: يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته؟

هذه بعض الوسائل التي اتبعها النبي  -صلى الله عليه وسلم- في الرقية، وليست جميعها، فقد ورد عنه أن القرآن كل شفاء، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَيْهَا وَامْرَأَةٌ تُعَالِجُهَا، أَوْ تَرْقِيهَا، فَقَالَ: “عَالِجِيهَا بِكِتَابِ اللَّهِ”. فلم يخصص النبي آيات بعينها.

يمكنك أيضًا تحميل برنامج الرقية الشرعية حتى تسهل على نفسك الذكر.

فإن اتبعت ذلك النهج، واسترقيت بكتاب الله، لكن استعصى عليك العلاج ورأيت نفسك لا تستطيع التغلب على الجن وحدك؛ حينها يمكنك الاستعانة براقٍ ثقة، يتبع السنة في علاجه، قال -صلى الله عليه وسلم-: “لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك”. 

الخلاصة

خلق الله الجنّ أممًا وطوائفًا، تختلف شرائعهم مثل البشر، فمنهم المسلم، والنصراني، واليهودي، وهو من أخطر أنواع الجن وأخبثهم، وعلاج الجن على مختلف طوائفهم يكون بالاسترقاء بالقرآن، والدعاء.

فبدلًا من أن تسأل نفسك ما هو الجن اليهودي، وتسعى للتعرف عليه؛ ابدأ في العلاج بالقرآن فهو شفاءٌ لك مهما كان نوع الجن وديانته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *