كيفية علاج الأوجاع بالقرآن والتخلص من المزق

كيفية علاج الأوجاع بالقرآن والتخلص من المزق

كيف يمكن علاج الأوجاع بالقرآن؟ 

عادة ما يلجأ المرء إلى علم الطب والأدوية عند الشعور بالألم، ولكن يسهو عن علاج آخر يدعمه، ألا وهو علاج الأوجاع بالقرآن الكريم

فالقرآن هو كتاب الله لعباده، فيه كنوز وحكم عظيمة يتضمنها التأثير الإيجابي والفعال في شفاء جميع الأمراض؛ العضوية كانت أو الروحية. 

وفي هذا المقال، نتناول العديد من المواضيع حول العلاج بالقرآن، وشروطه، فتابع معنا.

علاج الأوجاع في القرآن والسنة

قال الله تعالى في كتابه عن القرآن: “قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ”، فلا شك أن القرآن الكريم فيه شفاء للناس، وثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذتين” رواه مسلم.

وعن عائشة أيضًا رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في مرضه الذي قُبض فيه بالمعوذات، فلما ثقل كنت أنا أنفث عليه بهن، وأمسح بيد نفسه لبركتها.

وتعد من الأخطاء الشائعة عند الكثير من الناس اعتقاد أن علاج الاوجاع بالقرآن مختص بأمراض بعينها مثل: المس، والسحر، دون الأمراض العضوية. ولكن أكد المتخصصون في علوم القرآن والحديث أن القرآن والأدعية الثابتة عن رسول الله هي علاج لجميع الأمراض كافة سواء كانت الروحانية، أم العضوية، أو حتى النفسية. 

ومن الأدلة العامة قوله تعالى: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ” [الإسراء:٨٢]، فالقرآن جميعه شفاء ورحمة للمؤمنين.

لكن هل يمكن الاعتماد على العلاج القرآني فحسب لعلاج الأمراض العضوية وترك الأدوية؟ 

يأمرنا الله تعالى في شريعة الإسلام بالأخذ بالأسباب، والدواء سبب يجعل الله فيه الشفاء بقدرته ورحمته، والدليل هو حديث الرسول، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء). 

والقرآن الكريم أرسله الله تعالى للخلق شفاء للقلوب والعقول، والأخذ ببركته، والتضرع لله من خلال آياته أمر واجب، إذ يجب أن يكون الغرض والنية هو التماس الشفاء من عند الله عز وجل.

اقرأ أيضًا: ما هي شروط العلاج بالقرآن؟

كيفية علاج الأوجاع بالقرآن

كيفية علاج الأوجاع بالقرآن

أما عن كيفية الرقية بالقرآن والأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد ورد: 

  • قراءة القرآن أو الدعاء ثم ينفث في يديه، ثم يمسح بهما الجسد أو مكان الألم.
  • وضع اليد مباشرة على مكان الألم وقت الرقية، كما ثبت في صحيح مسلم.
  • قراءة الرقية الشرعية على إناء فيه ماء، ثم يشربه ويصب على نفسه منه.

جميعها صحيح بإذن الله، ولكن اختصاص آيات بعينها دون غيرها في علاج أوجاع معينة بالقرآن، ورد فيها الصحيح وشق آخر يحتمل الخطأ والصواب، مثال:

1- علاج آلام الرأس بالقرآن

ذكر البعض أن علاج أوجاع الرأس المزمنة بالقرآن الكريم، يتم عن طريق قراءة بعض الآيات مثل:

  • قوله تعالى في سورة الحشر (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).
  • الآية 30 من سورة الأنبياء (أوَلَمْ يَرَ الَّذينَ كَفَروا أنَّ السَّماواتِ وَالارضِ كانَتا رَتْقا فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيٍ حيٍّ أفلا يؤمِنونَ).
  • الآية 41 من سورة فاطر (إنَّ الله يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالارضَ أنْ تَزولا وَلَئِنْ زالَتا أنْ أمْسَكَهُما مِنْ أحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفوراً).

ولكن نظرًا لأن القرآن فيه شفاء ورحمة، يمكن أن يحتمل هذا التفسير كلًا من الخطأ والصواب. 

فالذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا نزل عليه ‏الوحي صدع، غلف رأسه بالحناء، رواه ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة.

وروى البخاري، وأبو داود في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه ما شكى إليه أحد وجعاً في رأسه إلا قال له: (احتجم)، ومعناها في يومنا هذا عمل حجامة.

2- علاج آلام الظهر بالقرآن

تحدث بعض العلماء عن علاج آلام الظهر بالقرآن من خلال قراءة بعض الآيات على منطقة الوجع، مثال:

  • الآية 80 من سورة الشعراء «وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ».
  • الآية 57 من سورة يونس «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ».
  • الآية 69 من سورة النحل «ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» 
  • الآية 82 من سورة الإسراء «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا» 

وقال آخرون أن علاج الأوجاع بالقرآن بالأخص وجع الظهر، يُقرأ له آخر آيتين من سورة الحشر 3 مرات، ثم يصلي المريض على النبي الحبيب.

ولكن تعد جميعها اجتهادات يمكن أن تحتمل الخطأ أو الصواب. فالثابت لدينا هو حديث النبي: فعن أبي عبد الله عثمان بن العاص رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده في جسده فقال له رسول الله: “ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر” رواه مسلم.

فالاقتداء بالنبي واتباع شريعته وأوامره فيه شفاء ورحمة بإذن من الله عز وجل.

3- علاج آلام التمزق بالقرآن

جاءت الاجتهادات في علاج آلام التمزق من القرآن، أن يمسك المريض بموضع المزق أو الالتواء، ثم يقوم بتدليكه قارئًا بعض الآيات مثل:  

  • آخر 4 آيات من سورة الحشر: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ …) إلى أخر السورة.
  • أول 7 آيات من سورة الطارق: (وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ{1} … يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِب{7}) مع تكرار الآية السابعة 3 مرات. 
  • أول 7 آيات من سورة الضحى: (وَالضُّحَى{1} … وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى{7}) مع تكرار الآية السابعة 3 مرات. 

أما البعض الآخر، تحدث عن وصفة في علاج الأوجاع بالقرآن، تتضمن قراءة: 

  • سورة الضحى 3 مرات.
  • سورة الزلزلة 3 مرات.
  • الآية الكريمة (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ..) 21 مرة

ويختتم بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر).

إن فضل علاج الأوجاع بالقرآن أمر نافذ لقوله تعالى في سورة فصلت: “قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ”.

وذكره في سورة يونس: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ”. فهو يحدث بقدرة الله وحده وأمره إذا أراد شيئا فيقول له كن فيكون. 

أما تحديد آيات بعينها وتجليل آية عن أخرى كقوللها عدد مرات أكثر لم يأتِ به النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما الحديث الذي ورد في صحيح مسلم، أنه إذا أحس أحدهم بمرض يضع يده على محل المرض ويقول: “بسم الله ثلاثًا، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات”. وهذا من الدعوات الجامعة الطيبة المختصرة. 

آيات علاج الأوجاع بالقرآن

إن في القرآن شفاء عظيم، ودليل هذا يأتي في 6 آيات ذُكرت فيها كلمة (شفاء) ويسميها البعض آيات الشفاء السبع، فهي تُقرأ على المريض رجاء أن يشفيه الله تعالى وهي:-

  1. (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) النحل/69.
  2. (قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ) يونس/57.
  3. (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء/82.
  4. (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) فصلت/44.
  5. (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) الشعراء/80.
  6. (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) التوبة/14.
  7. سورة الفاتحة 

وقد ورد كذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم،  آية الكرسي، وسورة الإخلاص، والمعوذتين، فعن عائشة رضى الله عنها: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ عَنْهُ بِيَدِهِ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا). رواه مسلم.

وهذا بالتأكيد لا يمنع أبداً استخدام ما يصفه الأطباء من أدوية وعقاقير، ولكن علاج الأوجاع بالقرآن والأدعية والرقية الشرعية هي رجاء وتقرب من الله تعالى لإزالة الألم والتخلص منه. 

شروط علاج الأوجاع بالقرآن

أجمع المتخصصون في علوم القرآن والتفسير أن علاج الأوجاع بالقرآن والرقية الشرعية تحكمه بعض الضوابط مثل أن تكون من خلال:

  1. كلام الله تعالى، أو بأسمائه أو بصفاته، أو بالأدعية والأذكار النبوية.
  2. اللسان العربي لمن يعرفه، أو بما يعرف معناه من غير العربية.
  3. الاعتقاد الراسخ أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بقدرة الله تعالى، وإنما هي سبب من الأسباب.

صفات يجب توافرها في المعالج

أيضاً لا بد من توافر بعض الصفات في الشخص الراقي سواء كان المريض أو المعالج، منها:

  • قوة النفس والإيمان بقدرة الله تعالى.
  • مستقيماً على أوامر الشرع
  • اليقين وصدق النية.
  • الظن الحسن.

لهذا إذا لم يكن المريض أو أحد من ذويه أهل لإتمام الرقية الشرعية، يستحب الاستعانة بالمتخصصين في هذا الأمر.

اقرأ أيضًا: صفات الراقي المشعوذ

خلاصة الأمر أن علاج الأوجاع بالقرآن أمر نافذ، وثبت فيه الشفاء بإذن الله، ولكن يجب الأخذ بجميع آيات القرآن الكريم، واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وعمله، دون التوجه لبعض الوصفات غير المصحوبة بدليل. ويأتي هذا من خلال صدق ويقين المريض في رقية نفسه، أو بالاستعانة بمتخصصين في علوم القرآن والتفسير.

وهذا لا يعني ترك العقاقير الطبية، بل إن التداوي بالقرآن يسرع التعافي بإذن الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *