منع خروج الأطفال وقت المغرب هو توجيه ديني مهم في الإسلام، يأتي تنفيذًا لتعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، للحفاظ على سلامة الأطفال، ووراء هذا التوجيه حكمة عميقة تتعلق بتحصينهم.
نتناول من خلال المقال الحكمة وراء هذا التوجيه النبوي، وأهمية تطبيقه، ونستعرض أيضًا بعض الأذكار التي يمكن تعليمها للأطفال، لتحصينهم، وتعزيز إيمانهم وقيمهم الدينية.
دليل من السنة على منع خروج الأطفال وقت المغرب
في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا الليل وأمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشيطان ينتشر حينئذ إذا ذهب ساعة كان الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله تعالى وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله عزَّ وجلَّ ولو أن تعرضوا عليها شيئاً وأطفئوا مصابيحكم”. وفي رواية: فإن الشيطان لا يفتح غلقاً.
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، عن مطر، عن أبي الزبير، عن جابر، قال : قال رسول الله: “أغلقوا أبوابكم، وخمّروا آنيتكم، وأوْكُوا أسقيتكم، وأطفئُوا سُرُجكم، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، ولا يكشفُ غِطاءً، ولا يحلُّ وِكَاءَ، وإن الفويسقة تضرمُ البيتَ على أهله” يعني: الفأرة.
واستكمالًا للحديث عن منع خروج الأطفال وقت المغرب، فقد قال حرب الكرماني: حدثنا الحسن بن مهدي بن مالك حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا أبو عبيدة البلخي عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتخذوا الحمامات المقصوصات في البيوت فإنها تلهي الشيطان عن صبيانكم”.
وقال حرب: سمعت أحمد يقول: لا بأس أن يتخذ الرجل في منزله الطيور والحمامات المقصوصة يستأنس إليها فإن تلهى بها فإني أكرهه.
وعن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء، فإن الشياطين تنبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء”.
والفواشي هي الماشية، والحيوانات الرعوية، والممتلكات التي تنتقل في الحقول والبراري، أما فحمة العشاء فهي الظلمة الكاملة، والليل الداكن الذي يأتي بعد مغيب الشمس وقبل وقت العشاء.
لماذا نهى الرسول عن خروج الصبيان وقت المغرب؟
عند ذكر منع خروج الأطفال وقت المغرب نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقر ذلك، لأن الشياطين تكثر وتنشط في تلك الفترة.
وقد نهى عن خروج الصبيان في هذا الوقت بشكل خاص، لأنهم أكثر عرضة للضرر من الشياطين نتيجة لعدم تحصينهم بالأذكار، أو توعيتهم الكافية بما يجب عليهم فعله لحماية أنفسهم.
هذا النهي يشمل البنات والأولاد، ولا يشمل الكبار، لأنهم أكثر قدرة على التحصن، ومعرفة كيفية التغلب على كيد الشياطين، وتمثل هذه التوجيهات جزءًا من الحكمة الإسلامية في الحفاظ على سلامة الصبيان من التأثيرات السلبية المتوقعة.
والحكمة في انتشار الشياطين حينما يكون الظلام هي أن حركتهم في الليل تصبح أكثر سهولة بالمقارنة مع النهار، مما يسمح لهم بالقيام بأنشطتهم.
اقرأ أيضًا: أبرز أنواع الجن المتلبس بالإنسان
أهمية تعليم الأطفال الأذكار
بعد معرفة الحكمة من منع خروج الأطفال وقت المغرب فلا بد من أن نحرص على تعليمهم الأذكار، لما لذلك من أهمية كبيرة في حياتهم، فالأذكار تساعدهم على:
التحصين
تتعدد أهمية التحصين للأطفال، فالأذكار تحميهم من شر الشيطان، وتأثيره عليهم، وتجعلهم أكثر تعلقًا بالله عز وجل.
إلى جانب أنها تشعرهم بالطمأنينة والراحة النفسية، فالأذكار تربط العبد بربه، وتجعله يشعر بالقرب من الله عز وجل، مما يولد في نفسه الشعور بالطمأنينة والراحة النفسية.
ترسيخ العقيدة الإسلامية في قلوبهم
تتضمن الأذكار التوحيد، والشكر، والتمجيد لله، والثناء عليه سبحانه وتعالى، فيبقى الطفل مرتبطًا بربه، ويترعرع قلبه على حب الله جل وعلا.
غرس التوحيد في نفوسهم
تؤكد الأذكار على أن الله هو الإله الواحد الأحد، الذي لا شريك له، وأن العبادة حقه وحده، مما يعزز مبدأ التوحيد في نفوس الأطفال.
الحصول على الأجر والثواب
وردت أحاديث كثيرة تبين فضل الأذكار، وثوابها العظيم، لذا احرص على تعليمها لأطفالك، وتكرارها معهم لحين يتمكنوا من حفظها، وترديدها دون مساعدة.
وبشكل عام، يعد تعليم الأذكار جزءًا أساسيًا من تربية الأطفال في الإسلام، إذ يساهم في تعزيز الإيمان والقيم الدينية، ويوفر لهم أدوات للتعامل مع التحديات والصعوبات في الحياة بطريقة صحيحة.
الأذكار التي يمكن تعليمها للأطفال للتحصين
- أذكار الاستيقاظ من النوم، إذ تحصن الطفل عند استيقاظه من النوم.
- أذكار المصائب التي تُساعد على الصبر والتحمل عند وقوع المصائب
- أذكار الأكل والشرب، إذ تحصن الطفل من الإصابة بالأمراض.
- أذكار الصباح والمساء، فهي تحصن الطفل طوال اليوم.
- أذكار المرض، إذ تُساعد على الشفاء من المرض.
- أذكار السفر، وهي تحصن الطفل أثناء السفر.
- أذكار النوم، فهي تحصن الطفل أثناء النوم.
اقرأ أيضًا: الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال والفزع عند النوم بالقرآن والسنة
نصائح لتعليم الأطفال الأذكار
- اختر أوقاتًا مناسبة لتعليم الأذكار، مثل: قبل النوم، وبعد الصلوات، فهي أوقات هادئة ومناسبة للتركيز.
- احرص على المداومة على تعليمهم الأذكار، حتى يعتادوا عليها، ويجعلوها جزءًا من حياتهم اليومية.
- استخدم نظامًا بسيطًا للتحفيز والمكافأة عندما يتعلم الأطفال الأذكار ويمارسونها بانتظام.
- قدم شرحًا بسيطًا للأطفال حول معنى الأذكار وأهميتها، واستخدم أسلوبًا مناسبًا لعمرهم.
- ابدأ في تعليم الأطفال الأذكار البسيطة والقصيرة، ثم انتقل إلى الأذكار الأطول تدريجيًا.
- استخدم أساليب تعليمية تفاعلية، حتى يتقبلها الأطفال ويحفظوها بسهولة.
- كن نموذجًا حيًا للأطفال في ترديد الأذكار، لتشجيعهم على ترديدها أيضًا.
- استخدم القصص التي تحتوي على أذكار لتجعل التعلم أسهل.
- استمع جيدًا لاستفساراتهم، وجوابها بشكل واضح وبسيط.
الخلاصة
لا بد وأن نؤكد على أهمية منع خروج الأطفال وقت المغرب، لحمايتهم من تأثيرات الشياطين كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالشياطين يزداد نشاطها في تلك الفترة.
إلى جانب ذلك، فتعليم الأذكار للأطفال يعد سلاحًا قويًا لتحصين، وتربيتهم على القيم الإسلامية، وتعزيز إيمانهم بالله. بالإضافة إلى أن ترديد الأذكار سيكون مصدرًا للراحة والسكينة في حياتهم اليومية.
لذا، فلنكن مهتمين بتعليم الأذكار لأطفالنا، وكيفية تحصين أنفسهم، للحماية من كيد الشياطين، وخاصة في وقت المغرب.