هل يُصاب الإنسان بالحسد من الجن؟
اختلف كثير من الناس حول إمكانية حسد الجن للإنس، إذ يرى البعض أن الحسد يأتي من بني آدم فقط. فهل جاء في القرآن والسنة ما يثبت وجود أعراض حسد الجن للإنس؟
وإن شك أحدهم أن به حسد من الجن، فما هو العلاج وكيف يحصن نفسه، وأهله من هذا الشر؟
تابع معنا حتى تتعرف على تلك الأعراض، وكيف تحصن نفسك منها.
هل يُصاب الإنسان بالحسد من الجن؟
يظن الكثير من الناس أن الحسد من الصفات البشرية فقط، ولكن غالباً ما يغفلون عن قول الله تعالى:”إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم”. فالجن يعيش من حولنا، وقد يمتلئ قلب أحدهم بالغيرة أو الحقد، فيصيب الإنسان بالحسد.
إذ قال الله تعالى في سورة الفلق: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)، وتجلت تفسيرات الشيوخ أن الحسد ذُكر هنا بشكل عام، فالحاسد يحتمل أن يكون من الإنس أو الجن.
ووفقاً لما قاله العلماء، فإن الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله من فضله.
كذلك، حدثنا ابن نُمير قال ثَور يُعني ابن يزيد عن مَكحول عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العين حق ويَحضُر بها الشيطان وحسد ابن آدم. والمقصود بالعين هنا هي عين الشيطان، وحسده لبني آدم.
أما في رقية جبريل عليه السلام قال: (بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس، وعين حاسد، بسم الله أرقيك، والله يشفيك)، فهو دعاء يمكن التحصن به من أعراض حسد الجن للإنس.
وذكر أيضاً أن القرين من الجن يمكنه أن يحسد الإنسان على الخير الذي رزقه الله إياه.
إذًا، يُصاب الإنسان بالحسد من الجن، ولكن ما أعراض ذلك؟
أعراض حسد الجن للإنس
يصيب الحسد الشخص في بدنه ،وماله، وعمله، وعائلته، وتتشابه أعراض الحسد، سواء كان الحاسد من الإنس أو الجن. ومن ضمن أشهر علامات حسد الجن للإنس التي أفضى بها العلماء، هي:
آلام جسدية
تتعدد الآلام الجسدية التي تصيب المرء في تلك الحالة، ومنها:
- وجود آلام تتنقل في الجسد، فتجدها تارة في الساق، ثم تنتقل فجأة إلى الذراع، وتارة أخرى تجدها في الأسنان، وبعدها تنتقل إلى الرأس وهكذا.
- الإصابة بآلام المفاصل الحادة التي ليس لها علاج، والصداع النصفي المتنقل من مكان لأخر.
- ظهور التعرق والإرهاق الجسدي من أقل مجهود، وضيق في التنفس أحياناً.
- المعاناة من بعض الغازات بالقولون، والانتفاخات المعوية.
- ارتفاع درجة حرارة جسم الشخص المحسود بشكل كامل.
آلام نفسية
أما الآلام النفسية التي تصيب المرء المصاب بأعراض حسد الجن للإنس، فتتضح في:
- الوسوسة، والقلق والتوتر، وكثرة التفكير.
- التأفف، والكوابيس المنامية.
- سرعة غضب، وزيادة الخجل.
- النفور من الطاعات.
وينتج عن كل هذا أحياناً ضعف في شخصية الإنسان المحسود، بسبب التعرض لضغط نفسي، وعزلة عن الجميع.
انسياب الدموع عند قراءة القرآن
إذا قُرأ القرآن على الشخص المصاب بأعراض حسد الجن للإنس، تنساب من عينيه الدموع بغزارة. وأما في حالة كان الشخص المحسود ممسوس في الأصل من الجن، فتظهر عليه أعراض المس.
علامات مرتبطة بالمس مع الحسد من الجن تظهر عند قراءة القرآن
- التثاؤب والرغبة الشديدة في النوم عند قراءة آيات القرآن وخاصة المعوذتين.
- كثرة الكوابيس والفزع أثناء النوم.
- خفقان شديد في القلب.
- كثرة التعرق والتبول.
وينبغي لمن لاحظ في نفسه أو أقاربه تلك الأعراض، أن يُسارع في الاستعانة بمتخصصين، لمساعدة في التحصين والعلاج بالطرق الشرعية.
كثرة المصائب
وتظهر تلك المصائب على الشخص المصاب بأعراض حسد الجن للإنس في أشكال عديدة، منها:
- مرض أحد من العائلة أو الأولاد فجأة.
- تعطيل في أمور الحياة بشكل عام.
- خسارة المال.
ومع ذلك لا يمكننا أن ننسب جميع المصائب إلى الحسد، فمن الممكن أن يرزق الله المرء ابتلاء بخسارة ماله، أو تعطيل في شئون حياته، لكي يصبر ويؤجر عليه، فينبغي تحري الأسباب أولاً ثم العمل على حلها.
تتشابه أعراض الحسد من الإنس مع حسد الجن، ويصعب على المرء العادي أن يفرق بينهم. ولكن ذكر العلماء بعض من علامات الحسد المشهورة التي تصيب المرء نتيجة حسد الإنس للإنس، ومنها:
- أمراض عضوية لا تستجيب لعلاج الأطباء وتظهر فجأة ولا يعرف لها سببا سواء بالتشخيص أو التحاليل مثل الحبوب والتقرحات التي تظهر على الجلد.
- النفور من الأهل والأصحاب والعمل والدراسة.
- كثرة النسيان والتشتت وقلة التركيز.
- الشعور بالثقل في الرأس والأكتاف.
- الحرارة في البدن مع برودة الأطراف.
- الميل إلى الانطواء والانعزال.
- الخمول والكسل والأرق.
وقد روى ابن حبان في صحيحه، قصة سهل بن حنيف حيث كان يغتسل ذات يوم، فرآه عامر بن ربيعة وكان سهل بن حنيف أبيضًا حسن الجلد، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء، فمرض عامر بن ربيعة واشتد مرضه فجاء إلى الرسول ليخبره بما حدث، فقال: ” علامَ يقتُلُ أحدُكم أخاه ألَا برَّكْتَ إنَّ العينَ حقٌّ توضَّأْ له” ثمَّ دعا بماءٍ فأمرَ عامرًا أن يتوضَّأَ فيغسلَ وجْهَهُ ويديْهِ إلى المرفقينِ ورُكبتيْهِ وداخلةَ إزارِهِ وأمرَهُ أن يصبَّ عليْهِ. (أخرجه النسائي)
علاج أعراض حسد الجن للإنس
يتطلب علاج تلك الأعراض الكثير من الصبر والإيمان بالله، فيجب على المرء أولاً أن يقتنع بقدرة الله تعالى في شفائه، ثم يلزم العلاجات، مثل:
1- الرقية الشرعية
روي عَن أم سَلَمة، رضي اللَّه عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جاريةً في وجهها سَفعَةٌ، فقال: (استَرقُوا لها، فإن بها النظرة). رواه البخاري ومسلم.
وسَفعَة هنا تعني أن وجهها شاحب، أما استرقوا أي قيام أحدهم برقيتها؛ لأن أصابتها نظرة أي عين وحسد من الشيطان.
فالرقية الشرعية هي كنز، يجب على المرء الالتزام بها في كل وقت وحين.
يمكنك تنزيل برنامج الرقية الشرعية على هاتفك لتسهل على نفسك تذكرها.
2- القرآن الكريم
قال تعالى: “وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً”، وهذا دليل من كتاب الله أن قراءة القرآن تعصم المرء من الشيطان وشروره.
وكذلك، انفرد بعض الآيات والسور من حيث مكانتها وقدره الله المتجلية بها، في معافاة الإنسان من كل سوء، كأعراض حسد الجن للإنس. ومن هذه الآيات:
آية الكرسي
تعددت فضائل آية الكرسي، فإذا قرأها الإنسان في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح، والله الحافظ
سورة البقرة
جاء في حديث شريف عن فضل سورة البقرة: “فإنّ أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة”
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.
المعوذتين
ثبت أن المعوذتين من أكبر الوسائل التي يستعين بها المرء عند ظهور أعراض حسد الجن للإنس. فعن أبي سعيد قال: “كان رسول الله صلى الله عليه يتعوَّذ من الجانِّ وعين الإنسان، حتى نزلت المعوِّذتان، فلما نزلتا أخذ بهما، وترك ما سواهما”
3- الأدعية النبوية
الأخذ بأدعية النبي وذكرها في كل وقت وحين، يقي الإنسان من شرور الشيطان، وبالأخص أعراض حسد الجن للإنس. ومثل تلك الأدعية:
- أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة.
- بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس وعين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك.
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير.
- اللهم عافِني في بدني، اللهمّ عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري.
- بسم الله الذي لا إله إلا هو ،بسم الله الحكيم.
- اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.
كذلك، المحافظة على الصلوات في أوقاتها، والاستعاذة بالله من الشيطان وشره، تقي المرء من كل سوء، إذ قال تعالى: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم.
الخلاصة
لم يخلق الله أبداً داءً دون دواء له، فعلى المرء الاستعانة بآيات القرآن حتى ينعم بالشفاء من أعراض حسد الجن للإنس، أو طلب المساعدة من المتخصصين في الرقية الشرعية بالقرآن والسنة، من أجل تحصين نفسه وأهله.