ما حقيقة وجود طفل من الجن؟ وكيف نعالج ونقي أنفسنا من مس الجن؟

حقيقة وجود طفل من الجن

الجن أمم تتناكح، وتتناسل مثل البشر، ويمرون بنفس أطوار النمو من الميلاد، والطفولة، والشباب، لكن هل لأطفال الجن قدرة على تلبس بني آدم؟ وهل يمكن أن يولد طفل نصفه بشري ونصفه جني؟

وما هي صفات الطفل من الجن، وكيف تُعالج إن أصابك بأذىً؟

في هذا المقال سنوضح كل ذلك وأكثر، ونبين أعراض حدوث المس من طفل من الجن، وعلاجه، فتابع معنا.

حقيقة تناسل الجن وأطوار نموهم

الجن يتناكحون ويتناسلون، وفي هذا أدلة من القرآن الكريم، قال الله تعالى واصفًا الحور العين في الجنة: “لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ”، وقال أيضًا: “أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُم لَكُم عَدُو..” 

فدلت الآية الأولى على قدرتهم على الزواج مثل البشر، ودلت الثانية على أن لهم ذرية ونسلًا.

وروى ابن عبد البر في التمهيد، عن وهب بن منبه قال: “أن الجن أجناس، فأما الذين هم خالص الجن فهم ريح لا يأكلون، ولا يشربون، ولا يتوالدون، ومنهم أجناس يأكلون، ويشربون، ويتناكحون، ويتوالدون..”

كذلك ذكر الزرقاني في شرح الموطأ أن ابن العربي جزم بكونهم جميعاً يأكلون، ويشربون، وينكحون، ويولد لهم.

اقرأ أيضًا: أبرز أنواع الجن المتلبس بالإنسان

كما رأينا؛ فإن تناكح الجن وتناسلهم حقيقة مثبتة نقلًا وعقلًا، لكن هل يمكن أن يتناكح الجن مع الإنس، ويلدون أطفالًا نصف إنسيين؟

هل يمكن ولادة طفل نصفه إنس ونصفه جن؟

هل يمكن ولادة طفل نصفه إنس ونصفه جن؟

لم يثبت شرعًا إمكانية زواج الجن من الإنس، وبالتالي فوجود الولد منهما كذلك غير ثابت، ويدل على ذلك قول الله تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً”، فقد استنبط منها الفقهاء أنه لا يمكن للرجل أن يتزوج امرأة من غير جنسه.

وقال الألوسي عن مسألة إنجاب الإنس من الجن: “إن الظاهر على تقدير وقوع التناكح بين الإنس والجن الذي قيل؛ يُصفع عنه السائل لحماقته، فعلى تقدير التناكح فلا يكون بينهما توالد”

ويدل كلامه على أنه حتى لو حدث استمتاع بين البشر والجن، فحصول الزواج بينهما غير ممكن، وكذلك نِتاج الأطفال عن ذلك الاستمتاع غير وارد نقلًا، ولا مقبولٌ عقلًا.

وكان العلماء قديماً -وعلى رأسهم الإمام الذهبي ويونس بن عبد الأعلى- يعتبرون هذا الكلام من باب الخرافة والكذب، فمن يخبر أنه تزوج جنية؛ لا يرجعون إليه ولا يتكلمون معه.

فلا يوجد ما يُدعى بأنه طفل نصف جني ونصف إنسي، ولا يولد طفل إلا باجتماع زوجين من جنس واحد.

لكن هل يشبه الطفل من الجن أطفال الإنس في صفاتهم، أم يختلف عنهم؟ وهل يمكن أن يؤذي الإنسان ويتلبس به، أم أن قدراته محدودة؟

هل يستطيع طفل الجن مس الإنسان؟

لا يوجد في الأدلة النقلية من القرآن والسنة ما يثبت أو ينفي صفات الطفل من الجن، وقدرته على أذى الإنسان، لكن إذا قسنا الأمر على ما نراه من حقيقة الطفل الإنسي؛ وجدنا إمكانية وقوع الأذى من طفل الجن.

فصفات النسل واحدة، يتصف بها الصغير كما الكبير، ولا فرق هنا بين كون النسل إنس أو جن، إلى جانب أن المنقول عن بعض الرقاة الشرعيين يثبت وقوع الأذى من أطفال الجن، خاصةً لأطفال البشر.

وذلك لأن أطفال الجن تحب أن تلعب معهم، أو تلعب بهم، فقد تلاحظ أن طفلك يخاطب من لا يراه، وقد يعرفك على من يدعوهم “أصدقاءه الخياليين”، وإذا حدث لطفلك ذلك فلا تقلق، أو تنبهه لاحتمالية وجود الجن؛ حتى لا يفزع طفلك فيصاب بالأذى، أو يدخل في نوبات الهلع.

كذلك يمكن أن يمس طفلُ الجن أطفال الإنس بسبب إيذائهم له -ولو بغير قصد-، كأن يقع الطفل عليه في الحمام، أو من فوق السرير، أو حتى يلقي عليه ما يؤذيه، وفي تلك الحالة يكون مس الجن له دفاعًا عن نفسه.

ومن الحالات التي يمس فيها الطفل من الجن أطفال الإنس هي الغيرة، فصفات الأطفال واحدة مهما كان نوعهم أو نسلهم، وتقع بينهم الغيرة، والغبن.

لكن في حالة مس طفل من الجن ابنك؛ فما العلامات والأعراض التي تنبهك لذلك؟ وكيف تعالجه من ذلك الأذى؟

علامات مس طفل من الجن للإنسان

علامات مس طفل من الجن للإنسان

تختلف علامات المس إذا وقع من الطفل عما إذا ما وقع من الجني البالغ، ومن أبرز علامات وجود مس من طفل الجن ما يلي:

  • طلب المصاب أن يذهب إلى أمه -وقد تكون حينها موجودة جواره- وهنا يكون الجني هو المتكلم على لسان الشخص المصاب.
  • حب اللعب بالدمى والتماثيل، والميل إلى اللعب مع الأطفال، حتى لو كان المصاب بالغًا.
  • رؤية المصاب في المنام أطفالًا يلعبون، أو يتشاجرون معه، أو حتى يبكون.
  • تغير صوته إلى صوت طفل، وعندها يكون الجني حاضرًا معه.
  • كثرة بكاء الشخص المصاب، خاصةً بالليل.

تلك أبرز العلامات لوجود طفل من الجن، قد تتشابه تلك الأعراض مع أعراض بعض الاضطرابات النفسية، لذا يجب أولًا أن تعرض طفلك على طبيب متخصص إذا ظهرت عليه إحدى تلك العلامات، فإن لم تجد له دواءً عند الطبيب؛ فحينها قد يكون سبب تلك الأعراض هو المس، لكن كيف تعالجه في تلك الحالة؟

علاج المصاب بأذى من طفل الجن

علاج المس إذا وقع من طفل من الجن على قدر يسره إلا أنه يصعب على الكثيرين، وذلك لأن طفل الجن عادةً يكون صعب المراس، عنيدًا، يحتاج من يحايله، ويصبر على تدلله، فهو لا يفرق عن طفل البشر من حيث العقلية.

فإذا أردت علاج طفلك من أذى الجني؛ فابدأ بالحديث معه، وعلمه الرقية الشرعية، والأذكار حتى يحصن نفسه، ولا يصاب من جديد بعد أن يشفى.

وواظب على رقيته باستمرار بالآيات، والأدعية الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الرقية، ومنها:

  1. سورة الفاتحة، فهي شفاءٌ لما قرئت عليه.
  2. آية الكرسي، وذلك لما ورد في الحديث: “..إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: الله لا إله إلا هو الحي القيوم”.. فلن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح..”
  3. المعوذات، فقد كَانَ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ، وَعَيْنِ الإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ، فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا، وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا”.
  4. دعاء: باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شَيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ، باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ”
  5. دعاء: “أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة”، فقد كان النبي يرقي به الحسن والحسين -رضي الله عنهما-.
  6. دعاء: “أعيذك بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر”، فقد ورد في صحيح مسلم، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرقي به.

وتكون رقيتك للطفل بأن تقرأ عليه تلك الآيات والأدعية، ثم تنفث في يديك، وتمسح بهما على طفلك.

كذلك بأن تقرأها على ماء طاهر، وتجعل طفلك يشرب منه، أو يغتسل به.

اقرأ أيضًا: تعرف على الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال والفزع عند النوم بالقرآن والسنة

في النهاية، مس الجن وارد وممكن، سواءً حدث ذلك المس من الطفل من الجن، أو حتى الجني البالغ، والرقية تحفظك -بإذن الله- مهما كان عمر الجني، أو قدراته، وصفاته، فاحرص على أن تلزمها، وتحصن طفلك بها في جميع الأحوال.

يمكنك أيضًا تحميل برنامج الرقية الشرعية على هاتفك لتسهيل ذلك عليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *