الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال والفزع عند النوم بالقرآن والسنة

الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال

يتعرض الطفل لحالات خوفٍ شديدة سواء في يومه أو عند نومه، مما يجعل والداه يستيقظان من الفزع على صراخه، وقد يقفان عاجزين عن إسكاته وتهدئته، باحثين عن كل السُبل التي تحصنه وتحفظه من أنواع الخوف، وهنا يأتي دور الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال.

لنتعرف على تفاصيل الرقية الشرعية في هذا المقال.

متى نحتاج الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال؟

يعد الخوف من المشاعر الصحية التي يشعر بها الطفل نتيجة اقتراب الخطر أو غيره، ولا يكون مصدر قلق ورهبة للوالدان إلا في الحالات الشديدة أو غير معروفة السبب، وتتمثل أعراض الخوف هنا في:

  • ضيق في التنفس أو الشعور بالاختناق.
  • تسارُع نبضات القلب، وزيادة التعرُّق.
  • القشعريرة وفقدان السيطرة على النفس.
  • كثرة الصراخ بدون سبب عضوي.
  • الفزع أثناء النوم، فقد يستيقظ من نومه يبكي بشدة.

تُشرع الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال في تلك الحالات، وللرقية قَدرٌ عظيم ومنزلة كبيرة، ومن أهميتها في خوف الأطفال أنها:

  • تُطمئن القلوب وتنزل السكينة.
  • فيها شفاءٌ للناس بإذن الله تعالى.
  • تحفظ من مصائب الدنيا وحوادثها.
  • تزيد من قوة الطفل، فهي تقويه بالله سبحانه.

أهمية الجمع بين الطرق المختلفة للتداوي عن طريق الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال

يوجد سبيلان للتخلص من الخوف الشديد، أولهما طريقة الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال، وتحصين الطفل وسائر الأهل في اليوم والليلة، والسبيل الثاني هو الأخذ بالطرق التربوية.

لا بد أن يجمع والدي الطفل بين كلا السبيلين، فلا يجهلا واحدًا ويعتمدا على الآخر، لأن كلاهما من الله، وقد جعلهما سببًا للشفاء والمعافاة، دعنا نخبرك بالتفصيل عن كلٍ منها.

الطريقة الشرعية | الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال

الرقية هي نوع من أنواع تحصين المسلم علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتم من خلال قراءة شيءٍ من القرآن والأذكار والأدعية الصحيحة الواردة؛ لحفظ النفس من الشرور التي قد تصيبها.

تبدأ رحلة التحصين في حياة المسلم بذكر الآذان قريبًا من أذنه بعد ولادته مباشرة، وتُقرأ عليه أدعية لتحصين النفس، وهكذا تباعًا يُسن التحصين في سائر اليوم والليلة، من الصغر وحتى الكبر، لما في ذلك من الاقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ويشرع في الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال قراءة بعض آيات القرآن الكريم وبعض أحاديث السنة النبوية.

اقرأ أيضًا: ما السبب وراء منع خروج الأطفال وقت المغرب؟

الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال بآيات القرآن

الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال بآيات القرآنوهبَّ الله سبحانه وتعالى عباده القرآن، وهو راحة للنفس مطمئن لقلوب المؤمنين، ومن شأنه أن يؤمّن الخائف، ويهدي الضال، فكما جاء في القرآن أوامر شرعية جاء فيه ما هو شفاء للمؤمنين.

ذكر ابن القيم في كتابه الطب النبوي ست آيات أسماهم آيات السكينة وتعد من الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال، وهم:

  • قوله تعالى: “ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ”.
  • قوله تعالى: “وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ”.
  • قوله تعالى: “لقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا”.
  • قوله تعالى: “هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ”.
  • قوله تعالى: “إذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ”.
  • قوله تعالى: “إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا”.

ومن الرقية الشرعية آيات تدفع الضرر وتصون الإنسان من الأضرار وتطمئن قلبه بأقدار الله، ومن ذلك:

آية الكرسي

قال تعالى: ” للَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم”.

أواخر سورة البقرة

قال تعالى: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير* لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”.

سورة الإخلاص

قال تعالى: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ”.

سورة الفلق

قال تعالى: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ”.

سورة الناس

قال تعالى: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ”.

اقرأ أيضًا: هل الطفل يمس من الجن؟ 6 خطوات لتحصين طفلك

الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال من السنة النبوية

تكثر الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم لتلاوتها في اليوم والليلة، أو عند وجود حاجة لذلك من خوفٍ أو غيره، ومنها: “من قال بِسْمِ الله الّذِي لا يَضُرّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمَاءِ وَهُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ ثَلاَثَ مَرّاتٍ إلَّا لم يضُرّهُ شَيْءٌ”

جاءت الأوامر النبوية أيضًا بأن يقول الإنسان كل ليلة: “أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ” ووعد صلى الله عليه وسلم بأن من قاله لم تضره في ليلته شيء من أنواع الخوف والأذى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعوِّذُ الحسنَ والحسينَ، يقولُ: أعيذُكُما بِكلماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِن كلِّ شيطانٍ وَهامَّةٍ، ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ، ويقول أن أباكم -يقصد سيدنا إبراهيم- كان يعوذ به إسماعيل.

وقد جاء رجلٌ إلى النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فشكا أنه يفزعُ في منامه، فقالَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏”إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَقُلْ‏:‏ أَعُوذُ بِكَلِماتِ اللّه التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَمنْ شَرّ عِبادِهِ، وَمِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وأنْ يَحْضرُونِ‏» ‏ فقالها، فذهب عنه‏.‏

ثَبَتَ أيضًا فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَعَارَ مِنَ اللَّيْلِ -إذا اسْتَيْقَظَ مِنَ الليل أَثْناءَ تَقَلُّبِهِ فِي فِراشِهِ- قَالَ: “لا إِلَهَ إِلا اللهُ الْوَاحِدُ القَهَّارُ، رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا العَزِيزُ الغَفَّارُ”.

والباحث في القرآن والسنة يجد الكثير من الآيات والأحاديث التي تصلح في الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال، وبالفعل كانت سببًا في معافاة الطفل، وسلامة قلبه وسريرته من سائر المخاطر.

الطرق التربوية لعلاج الخوف عند الأطفال

يعد الخوف عند الأطفال من الأعراض التي يبحث المختصون التربويون عن أسبابها، فيرون أنه يجب البحث في حالة الطفل والنظر إلى حياته ليتعرفوا عن سبب ذلك الخوف لكي يجدوا الطريقة المناسبة في التعامل معه، ومع معرفة الرقية الشرعية للخوف عند الأطفال يجدر على الأباء معرفة أيضًا الطرق التربوية لعلاج الحوف عند أطفالهم

فتتعدد الأسباب المؤدية لحالات الخوف الشديدة لدى الأطفال، ومن أهمها:

  • سبب وراثي من أحد الوالدين.
  • تربية الطفل على قصص خيالية مخيفة.
  • الخوف الشديد على الطفل من قِبل الوالدين.
  • قلة الاعتماد على النفس وعدم الثقة بها.
  • تعرض الطفل للتنمر أو الإساءة.
  • وجود اضطرابات ومشاكل أسرية.
  • تلقي ردود أفعال عنيفة من المحيطين.
  • مشاهدة منظر مخيف فجأة.
  • انتقال مشاعر الخوف من والديه إليه.

في حال تعرف المختص التربوي بسبب الخوف يتم إرشاد الوالدين على طرق التعامل المطلوبة للتخلص من الخوف، وإرشاد إلى النصائح العامة لحماية الطفل من الخوف.

نصائح للوالدين لحماية الطفل من الخوف

نصائح للوالدين لحماية الطفل من الخوفينبغى على الوالدين عندما يرون آثار الخوف الشديد على طفلهم أن يرصدوا أسبابه، ويتتبعوا حياة الطفل لإيجاد المشكلة، سواء بالمناقشة مع الطفل وطرح الأسئلة المتتابعة، أو ممارسة بعض الأنشطة ليظهر ما في داخل الطفل كسرد القصص وعرض الصور.

وإليك بعض النصائح لتبدأ في تطبيقها مع طفلك:

1- احتواء الطفل وتفهم مشاعره بدون استهزاء أو تقليل منها.
2- في حالات الخوف الشديدة يلجأ الوالدين لاستشارة طبيب نفسي.
3- اتخاذ طرق الاقناع والبساطة في تفكيك خوف الطفل والاعتياد عليه.
4- البُعد عن أساليب التربية القائمة على المقارنة والقصص المخيفة لتأديب الطفل.
5- عدم إبداء علامات الخوف على الوالدين حتى لا تؤثر على الطفل سلبًا.

أخيرًا، حمى الله أطفالنا من كل ضرٍ، وجعل شباب الأمة سالمين معافين من كل سوء قد يتعرضوا له، وعلى الوالدين أن لا يستهينوا بحالات الخوف أو الفزع الشديدة والأخذ بالأسباب الحسية والرقية الشرعية للتدواي والسلامة إن شاء الله.

يمكنك أيضًا قراءة رقية الاطفال من الحسد والعين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *