إن من أعظم البلاءات التي يمر بها الإنسان هي تعرضه للمس أو السحر، إذ تعد تجربة مؤلمة وشديدة على صاحبها، وبعد أن يتخطاها ويٌعالج منها، يخشى أن يعود لها مرةً أخرى، فيكثر بحثه وتحريه عن علامات الشفاء من السحر والمؤشرات التي تؤكد تمام شفائه منه.
لذا في هذا المقال سنتعرف عليها بكافة تفاصيلها.
ما هو التعرض للسحر؟
التعرض للسحر عبارة عن حالة تأتي الشخص وتغير من حاله دون مبررات، ويحدث ذلك عن طريق عُقَدٌ، ورقى وكلام يتكلم به الساحر، أو يكتبه؛ ليعمل شيئًا في بدن المسحور، أو عقله، من غير مباشرة له.
وقد يصاب الشخص بالسحر ويعلم أنه مسحور إذا تغير حاله، ولا يدري ما سبب ذلك التغير.
ومن الأعراض الشائعة التي تؤكد إصابة الشخص بالسحر:
- الشرود والنسيان والتخبط في الكلام.
- عدم الاهتمام بالمظهر.
- عدم الاستمرار في عمل معين.
- حب الوحدة والصمت الدائم.
- فقدان الشهية.
- الأحلام المفزعة والأرق الطويل في الليل.
- غثيان وشعور مستمر بالرغبة في القيء.
- كثرة الوساوس والشكوك في الأقارب والأحباب.
- البعد عن أي مكان يٌذكر فيه اسم الله.
- عدم القدرة على سماع القرآن وكره سماعه.
أكثر بالتفصيل عن: تأثير السحر على حياة المسحور
فعند استمرار هذه الأعراض لفترات طويلة يسعى من حول المريض إلى البحث عن علاج ومٌداواة للتخلص من السحر وشروره، عن طريق استخراجه وإبطاله بالقرآن والسنة بجانب طرق أخرى.
تنويه: قد تحدث بعض هذه الأعراض بسبب مرض عضوي، فلا يجب الاعتماد بشكل تام على أن السحر هو المسبب لها قبل التأكد من سلامة صحة الفرد من قِبل طبيب مختص.
تعرف على: طرق إبطال السحر المرشوش أمام المنزل
وبعد إتمام العلاج يخاف المريض من أن يعود إلى حالته السابقة، فيسعى للتعرف على علامات الشفاء من السحر بشكل تام، وهذا ما سينقلنا إلى النقطة التالية.
ما هي علامات الشفاء من السحر؟
توجد عدة مؤشرات تنبه المريض وتزف له خبر شفائه من السحر بشكل تام من أهمها:
1- أداء العبادات
السحر عدو الفرائض، وعند إصابة المريض به يصبح كارهًا ومعتزلًا للواجبات الربانية، فيكره الصلاة ويعرض عن قراءة القرآن وسماعه، ويتجنب الأذكار، فيهرب من كل ما يٌذكر فيه اسم الله – سبحانه وتعالى -، ولكن مع قرب موعد شفائه ينشرح صدره تدريجيًا لأداء العبادات والتقرب إلى الله والسعي إلى رضاه، لذا تعد هذه الإشارة من أولى علامات الشفاء من السحر.
2- عودة النشاط من جديد
يؤثر السحر على الشخص المصاب بجعله أكثر خمولًا وكسلًا وإعراضًا عن الحياة، فيزهد في جميع الأمور التي كانت تمثل له من قبل وسيلة للمتعة، ولكن عندما يحين موعد بدء شفائه تدب في جسده الحيوية والنشاط من جديد وينفتح على الحياة أكثر فأكثر، وتلك من أهم علامات الشفاء من السحر.
3- اختفاء الأحلام المزعجة
أكثر ما يؤرق المصاب بالسحر هي الكوابيس، إذ يتعرض بشكل يومي تقريبًا إلى أحلام مفزعة تجعله يكره الليل ويبغض النوم لما يتعرض له من خوف وهلع، ولكن عند شفائه وبطريقة تدريجية تبدأ تلك الأحلام في الاختفاء ويستطيع المريض أن يغلبه النعاس دون القلق حول ما كان يتعرض له من قبل في منامه.
4- تحسن الحالة المزاجية
أثناء الإصابة بالسحر، تكون الحالة المزاجية المعتادة للمريض هي الاكتئاب والعزلة، والرغبة في البقاء وحيدًا، ويصبح أيضًا يائسًا وقانطًا من رحمة الله، ولكن بفضل الله تعالى عند شفائه تتحسن حالته المزاجية يومًا بعد يوم، ويصبح أكثر تفاؤلُا، ويرغب في تغيير شأنه للأفضل.
5- الشعور بفقدان الذاكرة
بعد شفاء المريض من الإصابة بالسحر يشعر كما لو أنه فاقدًا للذاكرة، فلا يذكر ما حدث له بالتفصيل أثناء إصابته ولا ما كان يتعرض له، وهذا الشعور يٌعد دليلًا قويًا وعلامة من علامات الشفاء من السحر.
6- القدرة على السيطرة على ذاته
يتعرض المصابين بالسحر في أغلب الأحيان إلى عدم القدرة على ضبط السلوكيات والتصرفات، كأن يكون الشخص متخبطًا في الكلام، أو يكون شديد الغضب وسريع الانفعال على سفاسف الأمور، لكن عند اقتراب موعد الشفاء يستطيع المصاب الرجوع إلى حالته الطبيعية ويتمكن من التحكم في أفعاله بطريقته المعتاد عليها.
7- اختفاء فقدان الشهية
غالبًا ما يتعرض المصابون بالسحر إلى فقدان الشهية وكره الأكل والإحساس المستمر بالغثيان والقيء، فتجد الكثير منهم في فترة المرض قد أصبح نحيلًا وهزيلًا بسبب عدم القدرة على تناول الطعام والإحجام عنه قدر الإمكان، ولكن عند الشفاء يستعيد المريض صحته وعافيته ويرجع لعادات الأكل الخاصة بيه رويدًا رويدًا.
8- الشفاء من الصداع
من المألوف عند مريض السحر إصابته بالصداع المستمر والمتواصل، على الرغم من عدم وجود عامل عضوي يتسبب في هذا الصداع، إلا أنه يجعل المريض يعاني طوال اليوم ويعرقل عليه سير حياته، فيتسبب له بالأرق ليلًا والألم صباحًا، وعند اقتراب وقت شفائه يزول الصداع ببطء حتى يختفي تمامًا بفضل الله.
9- الشعور بالحكة في أجزاء الجسد
عند اقتراب موعد الشفاء يشعر المريض بشعور الحكة المستمر في جميع أجزاء جسده، ويحدث ذلك بسبب عملية خروج السحر منه.
10- الرؤى أو الأحلام الحسنة
تعد الرؤى والأحلام الحسنة علامة من علامات الشفاء من السحر، إذ يوجد عدة أحلام مختلفة تشير إلى قرب موعد الشفاء من أهمها أن:
- يحلم المصاب بقراءة آية الكرسي في المنام كاملة، فإن من يقرأها يكون قد تخلص من السحر.
- يحلم بقراءة القرآن بشكل عام تدل على قرب موعد الشفاء وتخلص المريض من السحر.
- يرى في المنام أنه يهرب من شخص مخيف أو من حيوانات مفترسة.
- يضرب المريض شخص قبيح أو أسود اللون.
- يقتل الثعابين والعقارب ويقتل الحشرات الضارة والمخيفة في المنام.
- يرى في منامه أنه يفك الخيوط والعقد فيدل ذلك على قرب موعد الشفاء.
11- الرغبة في الاهتمام بالمظهر
من أعراض السحر الشائعة أن يكون المريض به غير مهتمًا بمظهره الخارجي وشكله، فقد يبدو في أغلب الأحيان أشعث الرأس، بالي الثوب، متسخ الجسد، ولكن مع تعافيه يبدأ المريض بالرجوع إلى حالته الطبيعية ويرغب في الاهتمام بهيئته ومظهره ويقوم بتعويض فترة عدم اهتمامه بذاته التي أحدثها السحر به.
12- صفاء الذهن
أثناء فترة الإصابة بالسحر يكون المسحور في حالة شديدة من شخوص البصر وجموده إلى جانب درجة بالغة من الشرود والذهول والنسيان المفرط، ولكن من علامات الشفاء من السحر صفاء الذهن وانتباهه ويقظته مع من حوله وما يحدث في محيطه ويومه.
لذا فعلامات الشفاء من السحر كثيرة ومن الممكن أن يتعرض لها المريض جميعها، أو لبعض منها بشكل منفرد.
13- عودة العلاقة بين الزوجين
إذا كان السحر المصاب به المريض هو سحر تفريق بين الزوجين، فإن من علامات الشفاء من هذا السحر هي عودة العلاقة الطبيعية بين الزوجين وشعور كل منهما بالراحة والطمأنينة وانتهاء إعراض كل منهما عن الآخر، والتخلص من مشاعر الكره والغضب التي كانت تسيطر عليهما أثناء الإصابة السحر.
وبهذا نكون قد تعرفنا على علامات الشفاء من السحر وطرقه المختلفة.
خاتمة
إن التعرف على علامات الشفاء من السحر يبعث الطمأنينة والسلام والراحة لقلب المريض، إذ يوقن أنه بفضل الله تم شفاءه على خير، وبعد مرحلة الشفاء؛ من الضروريّ أن يلتزم الفرد بأذكار الصباح والمساء والقرآن والأدعية من الأحاديث والسنة لضمان التحصين والوقاية من خبائث الإنس والجن.