عند إصابة فرد من العائلة أو الأسرة بالسحر تبدأ السلوكيات والأفعال غير المألوفة بالظهور، ولأن تصرفات المسحور مع أهله تثير القلق والتساؤلات حول السبب الخفيّ وراءها، قررنا في هذا المقال أن نوضح علامات وتصرفات المسحور مع من حوله للتأكد من حقيقة إصابته والبدء في خطوات العلاج على الفور.
تابع معنا.
ما هي الإصابة بالسحر وكيف تحدث؟
السحر في اللغة هو كل أمر يٌخفى سببه، ويٌتخيل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخداع، أما تعريف السحر اصطلاحًا هو المخادعة والتخييل أو عزائم ورقى وعقد تؤثر في الأبدان والقلوب، فيمرض الشخص أو يضطرب ويصاب بما لم يصاب به من قبل.
ويصاب الفرد بالسحر عند التعرض لمصدره مهما كان، فالسحر عبارة عن عدة أنواع وأشكال منها:
- السحر الهوائي والذي يؤثر على المسحور عند تعرضه لتيار الهواء
- السحر المائي ويؤثر في المصاب عن طريق تعرضه للماء أو شربه له.
- السحر الناري والذي يوضع قرب مواطن النيران مثل المواقد والأفران، ويتأثر به المسحور عند تناوله للطعام الذي تم تحضيره عليها.
- السحر الترابي: وهو الأكثر شيوعًا ويتم دفنه في المقابر والطرقات والبيوت لتفعيله وإخفاءه.
- السحر المرشوش: وهو عبارة عن بودرة أو تراب أو مادة سائلة كالماء، يتم رشه أمام منزل المسحور حتى يطأ بقدمه عليه ويصاب به دون علمه.
تتعدد أنواع السحر وأشكاله ويتفنن بها الدجالون والمشعوذون، ولكن النتيجة في أغلب الأحيان واحدة، وهي: أن يفقد المسحور حياته الطبيعية التي منّ الله بها عليه وتتحول أفعاله وطريقته إلى الأسوأ.
ولكن ما الذي يوحي لنا بأن الشخص حقًا مصاب بالسحر؟
تصرفات المسحور مع أهله
إن تصرفات المسحور مع أهله هي خير دليل لمعرفة ما إذا فعليًا قد تعرّض للسحر أم لا، ومن أكثر تلك التصرفات شيوعًا:
1- شرود الانتباه وضعف التركيز وكثرة الذهول
في أغلب التعاملات اليومية مع المسحور قد تجده دائمًا شاردًا وكثير الذهول ونادرًا ما ينتبه لما يحدث حوله، فهو أشبه بمن يعيش في عالم منفصل عن المجتمع والناس والآخرين.
2- الاستعداد الدائم للغضب
من تصرفات المسحور مع أهله هو الاستعداد للغضب واختلاق المشكلات دون أية مبررات أو أسباب، فيتعامل مع الهفوات أو الأخطاء الصادرة ممن حوله كأنها مصائب كبيرة.
3- كثرة الملل والتأفف الدائم
يٌعد السحر سبب أساسي في تعكير مزاج الشخص المسحور، فنجده في أغلب الأوقات دائم التأفف وكثير الملل ولا يرغب في البقاء في مكان واحد، كما أنه لا يستمر ولا يقوم بإتمام أي عمل يبدأه.
4- تفضيل العزلة والابتعاد عن الناس
من تصرفات المسحور مع أهله هو أنه يفضل العزلة والابتعاد عنهم، إذ إنه يتجنب التجمعات الأسرية والعائلية، ويعزف عن التواجد في الأماكن المزدحمة بشكل مبالغ به كما لو أن هذه التجمعات تسبب له ضرر ما.
5- بغض أهل البيت
إذا كان المسحور زوج أو زوجة، فإنه ينفر بشكل شديد من أهل بيته، وتنقلب الحالة المزاجية إلى سيادة الجو العام بالكراهية والبغضاء وعدم التماس الأعذار وتصيد الأخطاء.
6- اليأس والقنوط
من التصرفات التي تثير الشكوك بإصابة الشخص بالسحر هي اليأس والقنوط المفرط وحتى دون وجود أسباب مقنعة، فيفقد الأمل في كل شيء ويتبدل حاله من شخص كان في الماضي متفائلًا وطموحًا إلى شخص حزين مكروب، وقد تصل به حالته إلى الرغبة في الانتحار وإنهاء حياته.
7- عدم النظافة
من تصرفات المسحور مع أهله والتي يجدها الكثير منهم غاية في الغرابة، هي تحوله لشخص غير نظيف، فقد يكون قبل السحر شخصًا نظيفًا ومرتبًا، ولكن بعد إصابته بالسحر يصبح أكثر إهمالًا في نظافته الشخصية ولا يأبه إلى مظهره العام إطلاقًا، وهذا يلاحظه جميع من حوله بشدة.
8- تحول صورة الشريك في عين شريكه
إذا تعرض أحد الزوجين للسحر فإنه يرى شريكه بشكل سيء، إذ يرى الزوج زوجته في منظر قبيح -حتى وإن كانت من أجمل النساء- وترى الزوجة زوجها من أسوأ الرجال وتعزف عنه بشكل لا إرادي، ولا يستطيع كل منهما التدقيق في وجه الآخر.
اقرأ أيضًا: خطوات علاج المربوط عن زوجته بالرقية الشرعية وبيان أحواله
9- كثرة الشكوك
الإصابة بكثرة الشكوك أشبه بالوقوف على الأرض المهتزة، وهذا ما يعاني منه المصاب بالسحر، إذ يتعرض لحالة نفسية غير مستقرة طوال الوقت، فيشك بأن من حوله يتآمرون لإيذائه أو يكيدون له كيدًا، وإذا كان متزوجًا فيرتاب في شريكه ويشعر بتعرضه للخيانة من ورائه.
10- الوهن والضعف
من تصرفات المسحور مع أهله هو أنه يصبح ضعيفًا في كل شيء، فيتحول إلى شخصية هشة اعتمادية، وتتغير حالته الجسدية إلى حالة واهنة فيشعر طوال الوقت بالإرهاق والتعب، وعدم القدرة على القيام بأبسط الأمور، وذلك ما يثير قلق أسرته عليه وخاصة والديه.
11- التحول من التقوى إلى المعصية
إذا كان الشخص المسحور شخصًا ملتزمًا دينيًا ويتقي الله فيمن حوله من الأسرة، فإن حاله بعد الإصابة بالسحر يتغير بشكل كامل، إذ يصبح شخصًا قاسيًا خشنًا يصعب التعامل معه، وتلك من تصرفات المسحور مع أهله المفاجئة التي تخلق حالة من الخوف والهم عليه.
تصرفات المسحور مع أهله تلك تختلف من شخصٍ إلى آخر، وقد تجتمع كلها، وقد يحدث بعضها، ولكن وجب التنويه قبل اعتماد هذه التصرفات بأنها أعراض للإصابة بالسحر لا بد من التأكد من أنها لا تحدث بسبب نفسي أو عضوي بعد استشارة طبيب.
اقرأ أيضًا: تأثير السحر على حياة المسحور
واجبات الأهل نحو الشخص المسحور
تٌعد العائلة هي الداعم الأساسي لأي فرد منها، وهي أول الوجهات التي يلجأ إليها الإنسان ليحتمي مما يضره، وعند إصابة أحد أفرادها بالسحر، فمن واجباتها أن تقوم بعدة خطوات ليتخطى المريض هذه العقبة، مثل:
- تهيئة الجو الإيماني الصحيح للاستعداد للعلاج من السحر.
- حث المريض على الاستعانة بالله -سبحانه وتعالى- واللجوء إليه.
- قراءة الرقية الشرعية على المريض تعرف على الرقية الشرعية.
- توفير وسائل التداوي من السحر بالطب النبوي مثل التداوي بماء زمزم، أو الحجامة أو عسل النحل، وغيرها.
- الصبر على المريض وعدم اليأس من حالته وطلب المعونة من الله سبحانه وتعالى.
- كثرة قراءة القرآن على المسحور وكثرة الدعاء له بأدعية السنة النبوية.
بعد التعرف على تصرفات المسحور مع أهله سيساعدنا ذلك على معرفة أن ما يفعله ليس بمحض إرادته وأنه بحاجة فقط إلى أن نمٌد يد العون إليه بثبات وقوة لننتشله من هذه المحنة الصعبة، لذا كل ما علينا هو الثقة بالله واليقين بأن أمر المؤمن كله خير والبدء في اتخاذ الأسباب للعلاج والتعافي بإذن الله.