خلق الله الداء والدواء، وأرشد عباده لسبل الخير والهدى، وسنَّ لهم الحركات والسكنات، وأرشدهم لما فيه الخير لهم؛ أمرهم بالتعلق بالقرآن والتحصن به من شياطين الجن والإنس، والتماس البركة والخير في كل شيء.
جاء في كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- فضل خاص لزيت الزيتون وشجرته المباركة، ولكن ما هو الحال إن امتزج فضل القرآن والزيت معًا في الزيت المقروء عليه؟ في هذا المقال ستتعرف على فضله وصفاته، وتنتبه لأعراض العين والحسد بعد الزيت المقري.
فضل زيت الزيتون والقراءة عليه
يُعد زيت الزيتون واحدًا من طرق التداوي بالطب النبوي أُمرنا بالانتفاع به، فقال صلى الله عليه وسلم: “كُلوا الزَّيتَ وادَّهنوا بهِ، فإنَّهُ طيِّبٌ مبارَكٌ”، يُدهن به لعلاج الكثير من الأمراض كالجذام وهشاشة العظام وبعض الأمراض الجلدية، وأكله ينفع الجسم ويقويه، وذكر ابن القيم في كتابه الطب النبوي أنه: “ينفع من السموم، ويطلق البطن، ويخرج الدود”، وذكر أيضًا أن: “جميع أصنافه مُلينة للبشرة وتبطئ الشيب”.
وكما ذكرنا فالزيت في نفسه مبارك وعند القراءة عليه يتخلل أثر القرآن في قطراته ويتضاعف نفعه، ولابتغاء البركة والشفاء من زيت الزيتون تقرأ عليه آيات الرقية الشرعية ومنها آية الكرسي، والمعوذتين، وخواتيم سورة البقرة، والآيات والأحاديث التي تقي من السحر والعين، ويحرص على أن ينفث في الإناء عند القراءة.
تظهر بعض أعراض العين والحسد بعد الزيت المقري عند أكله أو الإدهان به، ولكن قبل سردها دعنا نذكرك بأمورٍ مهمة يجب مراعاتها عند استخدام الزيت.
ما يجب مراعاته في الزيت المقري
لا بد من اتباع بعض الإرشادات عند استخدام الزيت المقري، ومن أبرزها:
- التيقن من صدق الله ورسوله فيما ورد في فضل زيت الزيتون وأثره المبارك، وأن الله لا يُجرب؛ فلا يفعل المرء وصفات الزيت المقري من قبيل التشكيك أو التجربة.
- تكرار الإدهان بالزيت أو أكله حتى يمنّ الله عليك بشفائه وعفوه من غير يأسٍ أو كلل، والتقين من أن ربك هو الشافي والمعافي على وجه الحقيقة، وما الرقية والزيت إلا أسباب.
- عدم تجاهل الإجراءات الطبية، فربما ما يصيبك مرض عضوي له علاج معين وليس عين أو حسد، ورغم أن زيت الزيتون يداوي من بعض الأمراض العضوية ولكن لا ينفع في جميعها.
اقرأ أيضًا: ما هي شروط العلاج بالقرآن؟
6 من أعراض العين والحسد بعد الزيت المقري
تتباين الأعراض التي يمر بها المحسود إثر دهن الزيت المقري أو أكله حسب قوة الحسد وتمكنه، لذلك فبعض العلامات تشير لبداية وجود الحسد والأخرى تدل على قُرب الشفاء، وتعد الأعراض الأكثر صعوبة في بداية وجود حسد أو عين، ونذكر منهم ستة أعراض، وهي:
1- الكوابيس وعدم القدرة على النوم
يطرأ على المصاب بالحسد الكوابيس المخيفة، حتى أنه قد يشعر بهلاوس في حالة اليقظة، مما يؤرقه في يومه ويمنعه من ممارسة حياته الطبيعية، ويجعله غير قادر على النوم.
تساعد بعض الخطوات على التخلص من تلك الكوابيس، وهي:
- قراءة أو سماع آيات السكينة.
- تلاوة سورة البقرة كاملة خاصة خواتيمها وآية الكرسي.
- قراءة المعوذات الثلاثة.
- قراءة بقية ما ورد في الرقية الشرعية من آيات وأحاديث.
يمكنك الاطلاع على مقال الرقية الشرعية لتهدئة الأعصاب لمعرفة ما عليك قراءته بالتفصيل.
2- كثرة الارتعاش والارتجاف
لا يسكن الجسد لو اجتمع فيه قوى متضادة؛ فالرقية والحسد في الجسم يتنافران؛ لذلك من أعراض العين والحسد بعد الزيت المقري كثرة الارتعاش وارتفاع درجة حرارة الجسم دلالة على جهاده كأنه يصارع مع أنه في تلك الحالة لا يظهر عليه أي سبب عضوي.
3- ألم شديد في البطن
تزداد التقلصات والآلام الشديدة، وهذا يعد من أعراض العين والحسد بعد الزيت المقري، ويهدأ الألم مع الوقت حتى يتعافى الإنسان من الحسد إن شاء الله، ومن ضمن علامات شفائه خروج الأذى من داخله عن طريق التقيؤ كما سنذكر.
توجد بعض الوصايا العامة لتخفيف ألم البطن منها وضع شيء ساخن على البطن، تناول مشروبات ساخنة، وفرك البطن بلطف مع تكرار الدعاء: اللهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ الْبَأسَ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَما”.
4- الصداع الشديد
يشعر المصاب بعين أو حسد بالصداع الشديد بعد الدهن، ويكون صداع غير الطبيعي ليس له أي مبرر طبي، وينحسر ألم الصداع مع الوقت حتى مرحلة التعافي من الحسد.
نعرض عليكَ بعض النصائح العامة في التعامل مع الصداع لكي تخفف الألم، وهي:
- تدليك الرأس والاسترخاء مع قراءة آيات الرقية على الرأس.
- تناول المشروبات الدافئة، خاصة الزنجبيل أو القهوة.
- تقليل الأضواء المحيطة بك، وخفض الأصوات المزعجة.
5- نوبات صرع وتشنج
قد تصيب المحسود نوبات صرع وتشنج للتصدي أمام الحسد والعين في الجسد، تشتد في بعض الحالات حتى تصل لحالات إغماء -عفاكَ الله-، وأيضًا يشتهر من أعراض العين والحسد بعد الزيت المقري قلة الإحساس بالساقين.
ننصح المحسود ببعض الأمور العامة -لو حدثت نوبات صرع- لا بد أن يُعلم أهله بها سابقًا؛ لكي يتخذون الأساليب الصحيح، وهي:
- عدم تقييد حركة المصاب أو منعه من الحركة؛ لأن ذلك قد يؤدي لنتيجه عكسية.
- إبعاده عن أي أماكن خطيرة كالأماكن المرتفعة والوقود.
- منع المريض من إيذاء نفسه أو من حوله.
- التأكد من سلامة التنفس، وطلب الإسعاف لو زادت مدة الصرع عن 5 دقائق.
6- الإجهاد والخمول والضيق
يتبع كل تلك الأعراض الشديدة الشعور بالإجهاد والإرهاق مع الرغبة في النوم لفترة طويلة، وذلك من أعراض العين والحسد بعد الزيت المقري؛ لتمكن الحسد والأذى من جسم الإنسان، خاصة لو أصابه الحسد في جسده وصحته.
اقرأ أيضًا: أعراض العين المتراكمة والحسد وكيفية التخلص منها بالرقية الشرعية
متى يستبشر المرء بقرب الشفاء من العين والحسد؟
يأتي الشفاء من الله عند الاستغاثة به وطلب العون منه، ومع الأخذ بأسباب المعافاة من أساليب التحصين المختلفة بالقرآن والسنة وحفظ النعمة وشكر الله عليها، ومن الأعراض التي تبشر بقرب الشفاء:
- الغثيان والقيء وبه يخرج المرء الأذى من جسده.
- اختفاء الأعراض الشديدة التي ظهرت سابقًا عليه.
- شعور الإنسان بالراحة والهدوء بعدما عانى من الحسد.
كيف أحصن نفسي من الحسد والعين؟
يجب على المسلم من أجل حفظه من الحسد أن يكون دائم الارتباط بالله وقرآنه، ويتبع بعض أساليب التحصين، وقد قال تعالى: “قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”، وهذه الآية مفتاح التحصين وأوله، فلا بد أن تتوكل على الله، وترتبط به تعالى وهو سبحانه يكفيك ما أهمك ويحفظك من شرور خلقه.
ما يتبع التوكل هو تمام اليقين بأن النفع والضر من عند الله، فمتى أصاب المرء حسد أو غيره نسلم لذلك ونكرر دائمًا: “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”.
وأخيرًا، على المسلم التحصن بالأذكار والأدعية الواردة التي تقي من الحسد، وكان صلى الله عليه وسلم يكررها في الصباح والمساء فإنها تمنع ذلك من بابه، ويُسن أيضًا استخدم زيت الزيتون والانتفاع به، وفي حال وجود حسد في أي وقت فإنه تظهر أعراض العين والحسد بعد الزيت المقري.