ما هو جن اللمسة والمسة وكيف يمكن علاجه؟

ما هو جن اللمسة والمسة وكيفية علاجه؟

يظن البعض اللمس والمس من الجن شيء واحد لا اختلاف فيه، وأنه مجرد ترادف لفعل واحد وهو تلبس الجن بالإنس.

ولكن شتان بين جن اللمسة والمسة، فصحيح أن كلاهما حدث يستعاذ منه، ولكن عند الحديث عن عالم الجن، فبتأكيد هناك فرق بينهما، كذلك يوجد أسباب وأعراض. فتابع معنا واعرف الفرق.

ما الفرق بين المس واللمس من الجن؟

الفرق بين المس واللمس دقيق، فالمس في اللغة هو شيء سريع وخاطف، أما اللمس يستغرق فترة أطول، كأن تلمس جبين ابنك لتعرف حرارته. وهذا يجعل المرء يتساءل ما الفرق بين اللمس والمس من الجن؟

المس من الجن

قال الله عز وجل: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} فالمس هو صرع الجن للإنس بشكل كامل دون عضو واحد.

واستفاض بعض العلماء مفسرين حالة المس من الجن كونها عبارة عن اختلال يصيب الإنسان، فيكون غير واعٍ بما بقول أو يفعل.

وينتج عن هذا فقدان الذاكرة في بعض الأوقات نتيجة اختلال في أعصاب المخ، ويصاحب هذا الاختلال العقلي اختلال في حركة الجسد، فيفقد قدرته على التوازن أحياناً؛ ويكون ذلك نتيجة تلبس الجن به.

اللمس من الجن

يختلف لمس الجن عن المس، فالأول يكون لأحد الأعضاء، فيصيب الشخص أذى أو ضرر فيه دون باقي جسده، كأن يضرب الرجل على عينه فلا يستطيع أن يفتحها، أو يضرب جني المرأة على فرجها فيصيبها فيه.

ويفعل الجن هذا تارة بغرض الأذى، وأخرى بسبب الغيرة والحسد، وينتج عن لمس الجن إصابة العضو فترة طويلة من الزمن إلى أن يتم علاجه بالذكر والدعاء.

وذكر أن من أسباب الإصابة:

  • بغض وكره من الجن للإنس إذا ما أذاه أو ظلمه، ظناً منه أن الشخص تعمد إيذاءه.
  • عبث وشر من الجن كما يفعله سفهاء الناس بالناس.
  • شهوة وهوى وعشق كما يقع للإنس.

اقرأ أيضًا: أنواع الجن المتلبس بالإنسان

أعراض جن اللمسة والمسة

أعراض تدل على اللمس والمس من الجن

يعرف الشخص إذا أصيب باللمس أو المس عن طريق عدة أعراض منها:

  • الشرود الذهني المصاحب بالنسيان، كأن يذهب إلى مكان ولا يتذكر كيف فعل ذلك.
  • رؤية الشخص كأنه يسقط من مكان عالي في المنام، أو أن يجد نفسه في مقبرة.
  • التعرض للكوابيس المزعجة والأحلام المشئومة خلال النوم لفترة زمنية مكررة.
  • ظهور آلام في بعض أعضاء الجسد بشرط ألا يوجد لها تفسير أو علاج طبي.
  • المشي أو الضحك أو البكاء أو الصراخ أو عض الأطراف أثناء النوم دون وعي.
  • رؤية أناسًا بهيئات غريبة، كأن يكونوا أطول أو أقصر بشكل مبالغ فيه.
  • الخمول والرغبة الدائمة في النوم ما لم يكن بسبب أمراض عضوية.
  • الأرق الشديد والمستمر عند النوم ليلُا مع الشعور بالقلق.
  • الإعراض عن ذكر الله والصلاة والأذكار وفعل الطاعات.
  • الصداع الدائم بشرط ألا يكون بسبب مرض عضوي.

إذا شعر الشخص بتلك الأعراض فلا بد من التوجه أولًا إلى طبيب مختص، لمعرفة السبب الرئيس وراء ذلك، وإذا لم يتوصل إلى أسباب طبية فتكون شرور الشيطان هي السبب، ومن ثم عليه الاستعانة بمتخصصين في علاج المس واللمس مستخدمين الرقية الشرعية وآيات الله عز وجل.

كيفية العلاج من جن اللمسة والمسة

علاج اللمس والمس من الجن

يوجد البعض ممن يتبعون وصفات علاجية لا تحوي آيات من القرآن الكريم. ولكن لأن القرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، لهذا يتمحور علاج جن اللمسة والمسة في الآتي:

1- القرآن الكريم

أنعم الله تعالى علينا بآيات في كتابه الكريم تحمينا من شرور الجن وتكون بمثابة علاج لنا، ويطلع عليها المتخصصون في علاج الاسحار بالقران والسنة، ومن هذه الآيات:

{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (٢٩) قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٠)} [الأحقاف:٢٩ – ٣٠].

{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (٣٣) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٤) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (٣٥) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٦)} [الرحمن:٣٣ – ٣٦].

{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (١١٥) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (١١٦)} [المؤمنون:١١٥ – ١١٦].

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (١١٧) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١١٨) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (١١٩) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (١٢٠) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (١٢١) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (١٢٢)} [الأعراف:١١٧ – ١٢٢].

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (٧٩) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (٨٠) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (٨١) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (٨٢)} [يونس:٧٩ – ٨٢].

إذ يتوضأ الراقي ويسمي الله، ثم يقرأ هذه الآيات على الشخص الممسوس أو العضو الذي أصابه جن اللمسة والمسة، ويزيد عليها بعلمه الذي يسره الله له. وبعدها يدعو بما فتح الله عليه من أدعية الأنبياء والمرسلين.

2- سنة النبي صل الله عليه وسلم

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قرأ آية الكرسي عند النوم مرة واحدة، فإنه لا يزال عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح، وصح عنه أنه أرشد بعض أصحابه إلى قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثلاث مرات عند النوم، وقال: «إنها تكفيك من كل شيء».

كذلك أوصى رسول الله بتناول دواء من الطعام مما جعل الله فيه سبباً للشفاء كالعسل، والعجوة، والحبة السوداء. فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «مَنْ تَصَبّحَ بِسَبْعِ تَمرَاتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرّهُ ذَلِكَ اليَوْمَ سُمّ وَلاَ سِحْرٌ». متفق عليه

لذا يمكن التخلص من أذى جن اللمسة والمسة بقراءة سورة الصمد، والمعوذات، وتناول 7 تمرات في الصباح.

3- الرقية الشرعية

يشرع الراقي في الوضوء لكي يكون على طهارة، ثم يبدأ ترتيل ما تيسر من القرآن، وقال العلماء أنه يأتي في هذه الآيات: سورة الفاتحة، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، وسورة الكافرون، وسورة الإخلاص، والمعوذتين، وآيات الجن.

ونوه العلماء والمفسرين أنه وجب أن تجتمع بعض الشروط في الرقية الشرعية سواء إذا كانت تُقرأ للتخلص من جن اللمسة والمسة أو غير ذلك، وهي أن تكون:

  • مبنية على اعتقاد أن الشافي هو الله وحده، والرقية لا تؤثر بذاتها، بل بقدرة الله تعالى.
  • بكلام الله تعالى أو كلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- أو بهما معاً.
  • بالقول أو اللسان العربي، وبما يُفهم معناه.

الخلاصة

إن جن اللمسة والمسة ليس بالفعل المشهور بين الإنس، ومع هذا فقد لا يسلم المرء من هذا الشر.

ومن هنا وجب على الإنسان أن يقي نفسه هذا الشر بالذكر وقراءة القرآن والالتزام بالطاعات، وإذا لم يسلم من بعض الجن فعليه الاستعانة بمتخصصين في علاج المس والسحر مستعينين بالقرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *