مراحل الشفاء من المرض الروحي هي مجموعة من المراحل التي يمر بها المريض؛ ابتداءً من معرفته للمرض إلى غاية الشفاء، ويجب أن يكون المريض على علم بها، ويفهم ما يحدث معه بالتدريج حتى لا ييأس من رحلة العلاج.
نعرض لك من خلال المقال المراحل التفصيلية للشفاء من المرض الروحي، وأهم أعراض كل مرحلة، فتابع معنا.
مراحل الشفاء من المرض الروحي
مراحل الشفاء هي رحلة تختلف مدتها من شخصٍ إلى آخر تبعًا لحالته، وعزيمته، ومما يقدمه المريض من صبرٍ على هذا البرنامج العلاجي، ومدى التزامه به.
وبالنسبة للأشخاص الذين ينقطعون عن البرنامج؛ فقد تختلط لديهم المراحل، ويعودون خطوات للخلف، وقد ينجح العارض في السيطرة مرة أخرى، ولذلك الثبات والصبر هما مفتاحي الفرج.
أما عن المراحل المتعارف عليها فهي كالآتي:
المرحلة الأولى: اكتشاف المرض
هذه هي مرحلة التخبط بالنسبة للمريض، فقد تغيرت حياته وشخصيته كثيراً، وأصبح يعاني من العديد من الأعراض النفسية والجسدية، ولا يوجد لها علاج أو تفسير طبي.
وغالباً ما يتم اكتشاف المرض من خلال وجود أحلام وكوابيس مزعجة ومستمرة، أو ملاحظته لتعطل أمور حياته بشكلٍ كبير، وغالباً يكون قد مر على المرض وقت ليس بالقصير.
فالقليلون فقط هم من يعرفون بالمرض فور حدوثه إذا كانت لديهم أعراض بارزة؛ ويبدأون بالبحث والتشخيص والعلاج مباشرةً.
أما أغلبية المصابين فيحتاجون إلى وقتٍ لكي يلاحظوا أن تلك الأعراض تدل على وجود المرض؛ فغالباً ما تكون الكوابيس هي الأكثر شيوعاً، لكن يعتقد أنها أمور عادية حتى تتطور وتصبح كثيرة، وتكون فيها رموزًا غريبة فيعلم الشخص بأن لديه مرضاً.
المرحلة الثانية: مرحلة البحث
من الخطوات الهامة في مراحل الشفاء من المرض الروحي، ويكون فيها الشخص تائهاً بشكل ملحوظ، فتارةً يقول أنه مريض، وتارةً أخرى يشعر أنه ليس مريضاً، وذلك يعتمد بشكل كبير على عقليته، وقوة تفكيره، وسيطرة العارض عليه.
وفي هذه المرحلة يكثر تلاعب العارض بالمريض فيُظهر له بأنه ليس مريضاً، وغالباً ما يكون الشخص يعاني من مشاكل أخرى في أسرته.
وفي أغلب الأحيان يسعى أهل المريض معه لحل المشكلة، وبذلك تقصر مسافة البحث، وفي نهاية هذه المرحلة يكون الشخص متأكداً بأن لديه مرضاً، ويبدأ تشخيصه من خلال البحث هنا وهناك، ويلجأ لعرض نفسه على راقٍ شرعي حتى يعرف نوع المرض.
تعرف على الفرق بين الراقي الشرعي والدجال.
المرحلة الثالثة: مرحلة الصمود
وهذه هي المرحلة الأصعب من مراحل الشفاء من المرض الروحي، فكلما يبدأ العلاج تكثر مهاجمة العارض له بالأعراض، وأغلبها يكون كوابيس كثيرة تأتي إليه.
البعض هنا قد يتوقف ويعود إلى الخلف؛ لأنه يخاف من هذه المنامات، وتضعف عزيمته، وهناك من يصمد ويتمسك بحبل الله فيستمر على العلاج مع وجود الخوف مع طبيعة الحال، وفي هذه المرحلة يبذل العارض ما في وسعه، حتى يوقف الشخص عن العلاج.
فتكثر لدى المريض المشاكل بالمنزل مهما كان نوع المرض الذي يعاني منه، ومن أهم سمات هذه المرحلة:
- تتعطل لديه الكثير من الأمور من عملٍ، أو علاقة زوجية، أو أي أمرٍ يريد تنفيذه في تلك الفترة.
- يجد نفسه عصبياً بشكلٍ كبير ولا يتقبل أحد، ويرى أن الآخرين يكرهونه، ولا أحد يحبه في هذا العالم.
وهناك تكون مرحلة فاصلة في الطريق؛ إما يستمر ويصبر على ما سيأتي وهو الأصعب، أو يعود إلى الخلف.
المرحلة الرابعة: مرحلة الذروة
هي المرحلة الأشد على المريض في مراحل الشفاء من المرض الروحي، لأن الخصمين يكونا متعادلان تقريباً، إذ ينفذ المريض برنامجًا قويًا، ويزيد عليه في كل مرة، مع الاستمرار عليه دون انقطاع، وفي كل مرة يكتشف شيئاً جديداً.
وكذلك العارض يكون في كامل قوته ولم يضعف بعد، وبذلك من الممكن أن تظهر مشاكل كبيرة للمريض قد تصل إلى الطلاق في بعض الحالات، وخراب كثير من الأمور في حياته، فإن العارض يحاول أن يلهيه عن العلاج، وكذلك تظهر لديه أعراض أخرى، مثل:
- الصرع إذا كان الشخص يصرع في الرقية.
- ظهور أعراض كالصداع وآلام في الجسم.
- مشاكل في علاقاته العامة، وكذلك مشاكل مادية.
قد تجعل المريض يفكر ألف مرة قبل أن يكمل في العلاج، لذلك يجب الاستمرار لأن من يتوقف يكون هو المغلوب في هذه المرحلة فعندما يكون المريض متشبثاً بعلاجه، وواثقاً بالله، ينتقل إلى المرحلة الخامسة.
المرحلة الخامسة: مرحلة الصبر
تعد المرحلة الأضعف للعارض من مراحل الشفاء من المرض الروحي، وتطول بنسبة لكل الأشخاص وتظهر أعراض على الجسد، منها:
- فك العقد في جسم المريض.
- تنميل الأطراف.
- الشعور بحرارة.
فيكون العارض في صراع، مرةً يستسلم فيرتاح المريض، ومرة يعاود الصمود، بالإضافة إلى أنه ينفذ بحركات مكر، وحيل أخرى من أجل أن يجعله يغير الراقي، فينشر بعقله أفكار مثل: لقد استمررت على العلاج لمدة طويلة وليس له فائدة، أو أنك تحتاج لتغيير البرنامج، ويوسوس له بأن المرض الذي تعاني منه ليس ذلك، وأن هناك مرض آخر,
فيبدأ في التردد والتفكير، فإذا هزمه العارض، فقد تطول تلك الفترة، وإن استطاع التغلب عليه بثقته بالعلاج والتمسك بالله، فإنه سيتغلب عليه ويستمر، قد تتعسر الأمور، والمشاكل الأسرية، وتبقى على حالها لفترة طويلة، ولكن هذا شيء طبيعي في هذه الفترة.
لذلك يجب أن يكون المريض حكيماً في هذه المرحلة من مراحل الشفاء من المرض الروحي، ويعلم أن ما يقوم به الأشخاص الذي يتعامل معهم بسبب سيطرة العارض والشياطين عليهم؛ لأنهم غير محصنين، ولا يفهمون هذا المرض؛ فيؤثر هذا المرض عليه من خلالهم، فتكثر هذه الأعراض:
- ينفر الزوج من زوجته أو العكس.
- تزداد المشاحنات والعصبية.
- يدقق بشدة على تصرف الأبناء.
تأثير العارض على أسرة المريض شيء معتاد منه في هذه الحالات، وذلك لإضعاف المريض من خلالهم، لأنه أصبح محصناً منه؛ فإذا استمر على العلاج وصبر على كل المشاكل، ينتقل إلى المرحلة السادسة.
المرحلة السادسة: مرحلة الأمل
تتميز هذه المرحلة من مراحل الشفاء من المرض الروحي بأن العوارض ذات الرتب الضعيفة يخرجون من جسم المريض، لأنهم لا يتحملون البرنامج العلاجي اليومي بدون انقطاع، أما بالنسبة للعوارض ذات الرتب الأعلى التي يكون لها خُدام، والمُكلفون بالسحر فقد يدوم وجودهم لوقت أطول.
ومن ضمن أعراض هذه المرحلة على المريض:
- ظهور تعرقات خلال القراءة أو قيام الليل.
- حدوث استفراغ.
- ظهور كدمات.
- خروج بثور.
وقد تظهر لدى المريض الكثير من الأمور على حسب نوع المرض والعارض، ومن إيجابيات المرحلة هي قلة المنامات بشكل كبير، فقد تصل لمنام أو اثنين طوال الأسبوع، أو خمسة منامات في الشهر، وهذا لا يعني الشفاء التام، إنما شفاء جزئي، وقد يعني خروج العارض.
والمشكلة هنا أن هذه المنامات تكون أقوى من قبلها، لأن هدفها إخافة المريض بشكل كبير، ولكن لا داعِ للخوف؛ فهذه مجرد حيلة من العارض ليضعفه، وفي هذه المرحلة قد يشعر البعض بضغط أكبر على حسب نوع المرض، ويشعر الأكثر بالتالي:
- راحة نفسية تذهب وتجيء بين الحين والآخر.
- خفة في حركة الجسم؛ بسبب فك العقد.
وحينئذ لا يجب أن يتوقف المريض عن العلاج، لأن الشفاء يكون جزئياً فقط، فإذا تخاذل المريض، فإنه يفتح فرصة للعارض للعودة، وتسليط قواه، والسيطرة عليه، ويعود لمرحلة سابقة.
المرحلة السابعة: مرحلة الفرج
هي المرحلة الأخيرة في مراحل الشفاء من المرض الروحي، ويجب أن ينتبه المريض أكثر في هذه المرحلة، فلا يصلها إلا عدد قليل، وذلك لأن البعض يغتر بوجود تخفيف الأعراض والشفاء الجزئي؛ فيتوقف عن العلاج.
والبعض الآخر يعتقد أن باستفراغه قد انتهى المرض، فالاستفراغ لا يعني خروج العارض، فبعض العوارض تبقى متشبثة بالجسم، لذلك يجب الاستمرار في العلاج، لأنه في هذه الفترة يكون عارياً وغير محصناً، وبالتالي يمكن إخراجه وقتله أيضاً، ويكون الفرج بإذن الله سبحانه وتعالى.
ومن أهم علامات الشفاء التام من المرض الروحي:
- الشعور بالانشراح تجاه العبادات فمن كان لا يستطيع الدعاء على من سحره أو أذاه، فالآن يصبح أكثر قدرةً على ذلك.
- رؤية منامات مبشرة ودالة على التخلص من الأذى.
- ظهور بعض الدمامل نتيجة لخروج العارض.
- الشعور بالخفة والفرح وزوال الهم.
- شعور المريض وكأنه ولد من جديد.
- رجوع البركة لحياته وقلة الخلافات.
ولكن يجب الاستمرار على الرقية لفترة طويلة للتأكد من الشفاء بشكل تام، والتحصين أيضاً، لأن بعض العوارض يستعملون أساليبًا تجعل المريض يعتقد أنه قد شفي وهو لم يشفى بعد.
ولذلك يجب بعد ظهور جميع أعراض الشفاء؛ الاستمرار على الرقية لمدة شهر على الأقل، وأن تكون مثل الورد اليومي، وبعدها يجب تحصين النفس بالعبادات، لأن الشفاء لا يعني ترك كل شيء، والعودة للحياة الماضية وإهمال العبادات والبعد عن الله، لأن العارض يمكن أن يعود إذا لم يكن الشخص محصناً.
اقرأ أيضاً: علامات الشفاء بعد قراءة سورة البقرة.
وأخيراً، مراحل الشفاء من المرض الروحي، رحلة من 7 خطوات قد تكون شاقة وطويلة للبعض وتهون للبعض، فهي تعتمد على نوع المرض والعارض، ولكن بالتمسك بالعلاج والثبات على الرقية يحدث الفرج بإذن الله.