تعد سورة ق من أعجب سور القرآن؛ فضلها عظيم، وقراءتها بركة، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأها كثيراً في صلاته، لما تشتمل عليه من تعاليم هامة للمسلمين.
ننعرض لكم من خلال المقال فضل قراءة سورة ق، وأهم الأحاديث الواردة عنها.
نبذة عن سورة ق
سورة ق هي سورة مكية، عدد آياتها 45 آية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى في السورة، وهو حرف القاف، و “ق” هو اسم جبل عظيم خلقه الله، وسميت السورة باسمه.
نزلت السورة على النبي في أولى مراحل الوحي وهو في مكة، لتظهر للناس أن الموت ليس نهاية الحياة، وأن هناك يوم حساب بعد الموت، يُحاسب فيه الجميع على عمله.
والموضوع الرئيس للسورة هو يوم القيامة والآخرة، فهي تبين كيف يُبعث الناس في الآخرة، وأن كل ما فعلوه من خيرٍ أو شر سُجل في كتاب، ويُرد لهم يوم القيامة.
تحذر السورة أيضًا الكفار مما سيحدث لهم ما لم يؤمنوا بالنبي، فقد عرضت بعض ما حدث للأمم السابقة التي أنكرت وجود الأنبياء.
فضل قراءة سورة ق
تعود أهمية سورة ق لكثرة قراءة الرسول لها، فقد كان يقرأها في أوقات ومناسبات هامة، وذلك لاشتمالها على مواضيع هامة للمسلمين، مثل: العقيدة الإسلامية، والبعث والنشور، والكثير من الأمور الأخرى، فيُذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرددها في صلاته -خاصةً في صلاة الصبح-.
فقد روي عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان رضي الله عنه، وهي تخبر عن أيامها في زمن النبوة، قالت: “لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحداً، سنتين أو سنة وبعض سنة، وما أخذت “ق والقرآن المجيد” إلا عن لسان رسول الله، كان يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس”.
وفي حديث آخر، عن أم صبية خولة بنت قيس الجهنية قالت: “كنت أسمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وأنا فيمؤخر النساء، وأسمع قراءته “ق والقرآن المجيد” على المنبر، وأنا في مؤخر المسجد”.
وكان يقرأها أيضًا في الركعة الأولى من صلاة العيد، فقد ذكر عن ضمرة بن سعيد المازني عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر؟ فقال: “كان يقرأ بـ “ق والقرآن المجيد” و”اقتربت الساعة وانشق القمر”.
وقال النووي رحمه الله: “قال العلماء عن سبب اختيار الرسول لسورة ق أنها مشتملة على البعث، والموت، والمواعظ الشديدة، والزواجر الأكيدة، وفيه استحباب قراءة سورة ق أو بعضها كل خطبة”.
وقال ابن كثير أيضًا رحمه الله: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهذه السورة في المجامع الكبار، كالعيد والجمع، لاشتمالها على ابتداء الخلق، والبعث، والنشور، والمعاد، والحساب، والجنة، والنار، والعقاب، والترهيب، والترغيب”.
وروى الإمام أحمد عن واثلة بن الأسقع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أعطيت مكان التوراة السبع، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل” صححه الألباني في صحيحه، وسورة “ق” أول المفصل كما قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره.
وروى مسلم عن جابر بن سمرة قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بـ “ق والقرآن المجيد” وكانت صلاته بعد تخفيفاً.
ويعد ذلك أدلة قوية عن أهمية وفضل قراءة سورة ق، والاستفادة من بركتها وشمولها، وأن قراءتها سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فضائل أخرى لسورة “ق”
لا توجد أحاديث عن فضل قراءة سورة ق بعينها، أو أن من يقرأها يحدث له شيء بعينه، ولكن كما ذكرنا في السابق أن رسولنا الكريم كان يقرأها في صلاته وخطبة الجمعة.
هناك أيضًا تجارب لبعض الناس التي داومت على قراءة سورة ق، ولمست فضل قراءة سورة ق وبركاتها على حياتهم، فيقال أنها؛
- ما قُرأت في بستان إلا وكثر خيره، وثمره، وسلم من الآفات.
- عند قراءتها عند محتضر يهون الله عليه في سكرات الموت.
- تشفي من يشكي من بطنه بإذن الله، إذا قرأت على ماء المطر أو ماء زمزم أو أي ماء، وشُرب منه.
- تفيد الطفل الذي تخرج أسنانه، في حالة عندك طفل تخرج أسنانه تقرأ له هذه السورة وتسقيه من مائها، فتهون عليه وتخرج أسنانه بسهولة بفضل قراءة سورة ق.
- تهون على الخائف الذي بلغ منه الخوف أشده، فإذا قرأ هذه السورة، فإنه يأمن من خوفه ويبلغ ما يريد من الأمن.
- تساعد في القضاء على كل التوابع الخبيثة التي تُهلك الإنسان ظاهراً وباطناً وتدمر حياته.
- تساعد في القضاء على المس.
- تساعد على تيسير الامور، وقضاء الحوائج، وتحقيق المعجزات بإذن الله واليقين به.
- تشرح الصدر وتزيل التوتر والهم عن قارئها، ولها أثر كبير لتهدئة النفس وحسن الاختيار.
دعنا نخبرك هنا أن ما ذكر عن فضل قراءة سورة ق هنا عبارة عن أقاويل ومجربات لا دليل عليها في القرآن والسنة النبوية، وينبغي على المسلم ألا يتعامل مع القرآن على سبيل التجربة، وأن يتحرى الدقة في معلوماته، ويتقين أن القرآن كله بركة، فهو كلام الله، فيقرؤه كله للحصول على الثواب والبركة في حياته.
هل هناك فضل لسورة ق لكشف البصيرة ولجم القرين؟
تكثر الأقاويل عن فضل قراءة سورة ق لكشف البصيرة وهزم القرين، ولا توجد أدلة أو أحاديث صحيحة لهذه الفضائل، فيقول البعض أنه عليك استحضار النية والاستعانة بالله، ثم:
- قراءة سورة ق 5 مرات على وضوء، واستقبال القبلة، وحين الوصول لقوله تعالى: “فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد” تكرر هذه الآية 100 مرة.
- الاستغفار 100 مرة، وتصلي على النبي 100 مرة بعدها.
- ختم السورة، ويكون بقراءتها 100 مرة، بأن تقرأ سورة ق 5 مرات يومياً لمدة 20 يوماً.
أما عن فضل قراءة سورة ق للتخلص من القرين وحبسه، فدعنا نخبرك أولًا أن القرين يعد أكبر عدو للإنسان، فهو الجن أو الشيطان الذي يلازمه، فيحثه على الابتعاد عن عبادة الله، وفعل السيئات والفواحش.
وفي كثير من الأحيان يمكنه السيطرة على الإنسان وتملكه، ويوسوس له، ولا يمكنك التخلص منه، كل ما تستطيع فعله هو لجمه أو حبسه، وتكون سورة ق ضمن السور الكريمة التي تستخدم لرقية من أصابه الأذى من القرين، وتكون بالخطوات الآتية:
- يقرأ الشخص المصاب سورة ق على قدر من الماء الطاهر أو زيت الزيتون 7 مرات.
- تقرأ معها أيضاً سورة الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذات، ثم يتوجه الشخص بالتضرع والدعاء لله للتخلص من أذى القرين ووساوسه.
- يقسم الماء إلى قسمين، جزء للشرب على مدار اليوم، والآخر للاستحمام في مكان طاهر.
- يمكن المداومة عليها لحين التخلص من سحر القرين.
وأخيراً، فضل قراءة سورة ق كبير، وقراءتها لن يستغرق من وقتك الكثير، فعليك بها ففيها البركة والثواب.