يعتقد الكثير من الناس بوجود علاقة بين رائحة الجسم الكريهة والسحر، وأن هذا يمثل دلالة على وجود مس من الجن أو سحر أو حسد، ولكن يتوجب على الإنسان أن يتأكد أولاً أن هذه الرائحة الكريهة ليست لسبب طبي أو نوع معين من الأمراض الجلدية وخلافه.
وفي هذا المقال نتحدث عن تلك النقاط، ونجيب على الأسئلة المهمة مثل: هل هناك علاقة بين رائحة الجسم الكريهة والسحر؟ وكيف نعرف إذا كان هذا سحراً أو مرضًا عضويًا؟
الأسباب الطبية لرائحة الجسم الكريهة
في معظم الأحوال تكون رائحة الجسم كريهة بسبب قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية، ولكن توجد بعض الأسباب الطبية التي تتسبب في هذه الرائحة مثل:
- مرض السكري -عندما يكون غير منضبط- يتسبب في رائحة مُنفرة.
- الأمراض التي تسبب رائحة كريهة مثل: أمراض الكلى والكبد أو اضطرابات الغدة الدرقية.
- اضطراب الهرمونات -في مرحلة المراهقة- فتجد لهم رائحة نافذة.
- الاضطرابات النفسية أو الإجهاد الجسدي.
ومن المهم أيضًا أن نضع في الاعتبار أن بعض الأشخاص لديهم رائحة تعرق نفاذة، بسبب زيادة نمو البكتيريا في الإبطين نتيجة الرطوبة المستمرة.
وأيضًا هناك أشخاص يتناولون الأطعمة التي تسبب روائح كريهة في الفم والجسم مثل: البصل والثوم والبهارات، وهذه الروائح تخرج مع العرق فتكون في جميع الجسم.
فإذا لم تكن الأسباب السابقة موجودة، تبدأ بالتفكير في أن هناك علاقة بين رائحة الجسم الكريهة والسحر.
العلاقة بين رائحة الجسم الكريهة والسحر
تتمثل أعراض السحر في الكثير من الأحيان في خروج روائح نفاذة من جسم الشخص المسحور، ويمكنه أن يستنشقها هو وأي شخص بجانبه، مما يسبب نفور الأهل والأصدقاء والناس جميعاً من حوله، وهذا النوع من السحر يستخدم خصيصًا لهذا السبب، وغالبًا ما يكون السحر مقدماً مع الطعام.
وقد ذُكر السحر والحسد في القرآن الكريم فقال الله تعالى: «وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ» (البقرة: 102)
وقال تعالى أيضًا: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا» (النساء: 54)
اقرأ مقال رقية السحر المأكول والمشروب مكتوبة كاملة للتعرف على كيفية الشفاء من هذا النوع من السحر.
أضرار رائحة الجسم الكريهة والسحر
يتعايش من يعانون من هذا الأمر بالعزلة عن الناس، ويحدث هذا لأسباب مختلفة مثل:
- نفور الناس من المصاب والتحجج للبعد عنه، ولربما يكون غير مدرك للرائحة، لأن صاحب الرائحة في كثير من الأحيان لا يستطيع الشعور بها.
- قد يحرجه البعض بكلامه مشيراً لهذه الرائحة مما يسبب له الآلام النفسية.
- إذا كان المصاب طالبًا في إحدى المراحل الدراسية فقد يعاني من تنمر زملائه، مما يتسبب في الشجار المتكرر معهم.
قد تتدهور الحالة النفسية والصحية للشخص المصاب برائحة الجسم الكريهة والسحر، وقد يصل الأمر للموت أو الانتحار بسبب ضعف قدرة التحمل على تقبل الأمر، ولذلك فمن الضروري جداً البحث عن حل للموضوع في بدايته.
كيفية التأكد من أن الرائحة الكريهة النابعة من الجسم بسبب السحر
يرغب الكثير من الناس في معرفة العوامل التي تربط بين رائحة الجسم الكريهة والسحر، ويمكنك التأكد من ذلك عن طريق عدد من الطرق التي سنسردها عليك بالترتيب الآتي:
- استَحِم جيداً، ثم انتظر قليلاً بعدها، فإذا انتهت الرائحة الكريهة عند هذا الحد، فإنها بسبب آخر غير السحر وعندها ترجع إلى الأسباب الطبية التي ذكرناها، أما إذا استمرت فيمكنك المتابعة للخطوة الثانية.
- اقترب من الأشخاص على الدوام، فإذا لم ينفروا منك فهذا مرضٌ فقط، ويمكنك زيارة الطبيب وقتها للتأكد، أما إذا هرب الأشخاص من حولك، فهو على الأغلب سحر، لأن الرائحة الناتجة وقتها تكون مُنفرة جداً بشكل لا يستطيع الأشخاص جانبك بتحمله، لكن للتأكد نذهب للخطوة الثالثة.
- ضع الكثير من الروائح على جسمك، فإذا غطت رائحة العطور على أي رائحة أخرى، فهو ليس سحراً، أما إذا استمرت الرائحة الكريهة فإنها تكون بسبب نوع من أنواع السحر.
من يتعرض لمثل هذا النوع من السحر يعاني كثيراً، ويصعب عليه ممارسة حياته اليومية بسهولة مثل غيره من الناس ولهذا نتحدث في هذا المقال عن رائحة الجسم الكريهة والسحر ونعرض بعض الحلول المقترحة للتخلص منه.
أعراض تظهر على الشخص المسحور
تظهر بعض الأعراض التي توضح لنا بأن هذا الشخص مصاب بالسحر أو الحسد ومنها:
- الاكتئاب والاختناق بلا سبب، والبكاء في بعض الأحيان.
- الغضب المستمر والعدوانية في التعامل مع الناس.
- الشعور ببعض التعب مثل الصداع، وفرط التعرق والتبول و الإسهال الشديد والمستمر والشعور بآلام شديدة في البطن.
- الشعور بعدم التوازن وقد يصل إلى الإغماء.
- العزلة والابتعاد عن الأهل والأصدقاء، ويكون هذا على غير عادته.
- المعاناة من عدم الاستقرار في وضعه الحياتي، والقلق المستمر بشأن المستقبل.
- فقدان الشهية والذي يتسبب في إنقاص الوزن.
- الشعور بالضعف والكسل والتخدير في الجسم.
- كثرة التثاؤب عند سماع أو قراءة القرآن.
- المعاناة من بعض الأمراض النفسية.
فإذا ظهرت عليك هذه الأعراض أو بعضها، أو ظهرت على أحد الأشخاص المقربين منك، فلا تتجاهل الأمر واهتم بالبحث عن الحل واسأل الله الشفاء.
كيفية التخلص من الرائحة الكريهة المنبعثة من الجسم والناتجة عن السحر
يتساءل الكثيرون عن إمكانية علاج رائحة الجسم الكريهة والسحر بواسطة الأدوية الطبية أو استخدام مستلزمات العناية بالبشرة والجلد، لكن -وللأسف- إن كان الأمر يتعلق بالسحر فلن تجدي الوسائل الطبية نفعاً مهما استخدمت من عطور ومضادات عرق أدوات تعقيم .. إلخ.
ولهذا نذكر بعض الطرق التي تساعد في شفاء الشخص المسحور من رائحة الجسم الكريهة والسحر والتي من بينها:
- التقرب من الله عز وجل والمحافظة على أداء الفروض والطاعات.
- عمل ورد يومي لقراءة القرآن الكريم حتى وإن كان قليلاً.
- قراءة الرقية الشرعية باستمرار حتى التعافي، ويمكن أن يقرأها الشخص نفسه أو يقرأها عليه شخص آخر.
- اللجوء للشيوخ ورجال الدين الإسلامي للاستعانة بعلمهم بالشريعة الإسلامية من أجل المساعدة في طلب الشفاء من الله عز وجل.
- البعد كل البعد عن أعمال الدجل والسحر والشعوذة فقد نهانا الله عنها.
تعرف على الفرق بين المشعوذ والراقي الشرعي
وجب التحذير عن التحريم الشديد للاستعانة بالسحرة في هذه الأمور، لأن البعض ممن يضعف إيمانهم يلجأون إليه واهمين بأنه قد يشفيهم أو يشفي ذويهم، ولكن مثل هذه الأمور هي شرك بالله، وكفر صريح، ولا يغني عنك من الله شيئًا.
وفي الختام، فإن الشخص المصاب برائحة الجسم الكريهة والسحر مطالب بالصبر على الابتلاء والاستعانة بالله عز وجل واللجوء للطرق التي ذكرناها من أجل الشفاء وليعلم بأن كل شيء بيد الله سبحانه وتعالى.