تشارلي، لعبة غامضة تثير ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة، لا يعلم أحد حقيقتها، وكيف تؤثر على الأطفال والمراهقين، بدأت منذ زمن بعيد وتظهر على الساحة مرة أخرى.
نتحدث في هذا المقال عن أضرار لعبة تشارلي على أطفالنا، وكيف يحمي الآباء أولادهم من مثل هذه الألعاب، وهل تستحق هذا الاهتمام كله أم أنها مجرد خرافات؟
ما هي لعبة تشارلي؟
لعبه تشارلي من الألعاب التي ظهرت منذ 2008 وحتى الآن لها ضجة في عالم ألعاب ما وراء الطبيعة، ويقال أنها لعبة مقاربة للعبة ويچا التي تعتمد بشكل كبير على تحضير الأرواح.
وهي عبارة عن أن يحضر الأطفال ورقة بها 4 مربعات في كل مربع يكتب نعم وفي المربع المجاور يكتب لا، ثم يؤتى بقلمين ويتم وضعهما فوق بعضهما على شكل X ثم يقوم الطفل بقول: تشارلي تشارلي هل أنت هنا؟ فإذا تحرك القلم بإتجاه نعم، فهذا يدل على أن هذه الروح أو الشبح معه الآن، وستجيبه عن أي سؤال يريد أن يستفسر عنه، ويوضح الكثير أن حركة القلم على أنها ظاهرة علمية فيزيائية لمجرد عدم استقرار البنية للقلمين ذلك بفعل الجاذبية، فلا بد للقلم أن يتحرك.
لكن لماذا أحدثت هذه اللعبة ضجة كبيرة منذ سنين حتى الآن؟
ما هي حقيقة لعبة تشارلي؟
في الواقع، إن لعبة تشارلي لها تفسيرات كثيرة، فهناك مَن فسر هذه الضجة على أنها ترويج لبعض أفلام الرعب التي تتحدث عن لعبة مشابهة للعبة تشارلي، أما البعض الآخر فرأوا أنها محرمة لاقترانها بتحضير الأرواح، وعلم الغيب، ودخول عالم الجن، إذ يقال أن تشارلي هي شبح أو روح يتم استحضارها من أعماق الجحيم للإجابة عن أي سؤال في المستقبل.
لماذا يحب الأطفال والمراهقين مثل هذه الألعاب؟
يقول ستيوارت فايس أستاذ علم النفس في كلية كونيتيكت وكاتب كتاب علم نفس الخرافات: “بنفس الطريقة التي يحب فيها المراهقون مشاهدة أفلام خوارق معًا، فإنهم يحبون لعب تشارلي تشارلي معًا”
ومن المعروف أن مرحلة المراهقة هي مرحلة حب الغموض، والفضول، والاندفاعية، لذلك يرغب الأطفال والمراهقون في كسر الروتين اليومي، والبحث عن الأشياء غير المألوفة لمشاهدتها أو للعبها، فربما يبدأ الأمر بمشاهدة فيديو لهذه اللعبة، ومعرفة كيفية لعبها، ثم البدء في المغامرات باللعب مع الأصدقاء.
لكن في كل الأحوال، هل يجوز أن يلعب الأطفال هذه اللعبة، أو في قول آخر هل لها أضرار على الأطفال والمراهقين؟
ما هي أضرار لعبة تشارلي على الأطفال والمراهقين؟
رغم أن لعبة تشارلي يمكن أن تكون في الأغلب مزيفة، إلّا أنها قد تسبب أضرارًا وأثارًا نفسية وجسدية بالغة على الأطفال، وذلك ربما يكون لهشاشة نفسية الطفل أو المراهق الذي يلعبها، فيصيبه القلق والخوف المرضي، ويصدق أن ربما شبح ما يطارده، لذلك من الواجب على الأباء وأولياء الأمور أن يتوخوا الحذر من ذلك، ويجب عليهم اتخاذ إجراءات صارمة إذا رأوا أطفالهم يلعبون مثل هذه اللعبة.
وتتمثل مخاطر وأضرار لعبة تشارلي في التالي:
- حث الطفل على إيذاء النفس مثل: قطع اليد لتحضير الأرواح، وقد تصل إلى زرع أفكار انتحارية.
زرع أفكار ومعتقدات خاطئة لدى الأطفال والمراهقين بأن قدرة الجن أكبر من قدرة الله عز وجل - والعياذ بالله، فيحدث زعزعة للإيمان.
- من أكثر أضرار لعبة تشارلي شيوعًا هي إثارة فضول الطفل أو المراهق تجاه مجالات تحضير الجن، والاستعانة بهم لمعرفة المستقبل.
- إصابة الطفل، أو المراهق بمرض نفسي أو مرض نفسي جسمي مثل: الهستيريا، والقلق، والتوتر المرضي، والرهاب، ومرض الهلع (Panic Attack).
- رؤية الطفل أو المراهق للكوابيس والتخيلات بشكل متكرر تأثرًا باللعبة، وتلك من أبرز أضرار لعبة تشارلي.
ما الإجراءات التي يجب أن يتخذها أولياء الأمور لتوخي الحذر من أضرار لعبة تشارلي على أطفالهم؟
نجد أن من أهم الإجراءات الواجب اتخاذها:
الوعي الديني
أولى الإجراءات أهمية لتوخي الحذر من أضرار لعبة تشارلي، أنه يجب أن يزيد الآباء من وعي أطفالهم عن حرمانية هذه اللعب، لاعتمادها بشكل أساسي على تحضير الأرواح، وعلى الإيمان بأن يمكن لروح أو شبح أن يعلم الغيب، ويجعل حياتهم أفضل، لأنه لا يعلم الغيب إلا الله، وإن إيمانهم بغير ذلك يعد إثمًا كبيرًا.
الوعي النفسي والذاتي
من أهم الإجراءات المتبعة لحماية أطفالنا من أضرار لعبة تشارلي، هو أنه لا بد من تعليم الطفل والمراهق أن لنفسه عليه حق، فيجب أن يرفق بها، ويطور منها، ويتجنب فعل الأشياء التي ستلحق به الضرر مثل هذه اللعبة.
إشغال الأطفال بالحق كي لا يشغلون أنفسهم بالباطل
يجب على الأباء أن يشغلوا ابنائهم بأمور سوف تفيدهم بجانب الدراسة مثل: لعب الرياضة والتي تؤثر بشكل إيجابي على الصحة النفسية والجسدية على الطفل، والقراءة التي لها دور كبير في زيادة وعي الطفل منذ صغره، والهوايات التي يحبها ويُجيدها بشكل كبير، فذلك يساعد على إشغال وقته بشيء مفيد، فلا يجد وقتًا لشيء آخر يمكن أن يضره.
الاقتراب من الأبناء
يجب أن لا تربي أبناءك كما رباك آباؤك، ذلك لأن الزمان غير الزمان، والأشخاص غير الأشخاص، لذا لا بد وأن تعلم أن لطفلك شخصية مختلفة تمامًا عن أي أحد، وبالتالي فهو يحتاج إلى معاملة خاصة به، ويجب أن تعامله بلطف وتتودد إليه وتطمئنه حتى يحكي لك ما يشغله، وتكون أول خيار لطفلك عندما يشعر بالخوف أو الفزع، أو عندما يرتكب شيئًا خاطيء، فيذهب إليك ليطمئن، ويحكي لك ما حدث، وفي ذلك الوقت تستطيع أن تعلم كل شيء يفعله دون أن تتجسس عليه، أو أن يكون هناك عدم ثقة.
الصحبة الصالحة
لتجنب أضرار لعبة تشارلي، يجب أن تتاكد أن أبناءك يستمتعون بالصحبة الصالحة، فالأصحاب هم أول من يشاركون بعضهم البعض الألعاب والأسرار والأمور الغامضة، والأطفال هم أول من يشجعون بعضهم على فعل الأشياء، لذلك إذا كانت صحبته صالحة فستنهاه عن أي فعل غير صالح.
بناء شخصية قوية
لا بد أن يحرص الآباء منذ الصغر على أن يبنون شخصية قوية لأبنائهم، وذلك عن طريق تحملهم المسؤولية لكل أفعالهم وأقوالهم، وغرس سمة القيادة فيهم، فالشخصية القائدة هي شخصية مُحللة للأمور وغير مُنقادة، فلا تفعل الأشياء إلّا بعد أن تتأكد من أن هذه الأمور في صالحها.
بهذا نكون قد أنهينا حديثنا عن أضرار لعبة تشارلي التي أحدثت ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة، ويجب أن يتعلم الأباء كيف يجعلون أطفالهم أصحاب شخصيات قوية، وأن يشاركوهم أبائهم في ما يفكرون، فذلك يساعد كثيرًا في لحاق الأمور قبل حدوثها ونسال الله العافية لنا ولأبنائنا جميعًا.